اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الجنوب على خطى الاستقلال الثاني.. ما دلالات مشاركة الرئيس الزُبيدي في قمة عالمية بدبي ؟

 

النقابي الجنوبي/خاص

وصل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الجمعة الماضية،  إلى مدينة دبي في دولة الإمارات للمشاركة في القمة العالمية للمناخ (COP28)، التي انطلقت أعمالها الخميس وتتواصل حتى 12 ديسمبر الجاري.

وحضر الرئيس الزُبيدي الفعاليات الرئاسية للقمة، والتي يحتضنها مركز دبي للمعارض – اكسبو، وأبرزها افتتاحية القمة العالمية للعمل المناخي، والتي يتواجد فيها عدد كبير من الرؤساء والقادة وممثلين عن المنظمات الدولية المتخصصة في معالجة مخاطر التغيير المناخي، وفي مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش.

وستتركز جهود الرئيس الزُبيدي خلال مشاركته في أعمال القمة على إبراز الوضع الإنساني الذي يعيشه شعبنا وحجم المخاطر التي أفرزتها الحرب على الوضع البيئي في البلد وسبل تحشيد الجهود الإقليمية والدولية لدعم بلادنا بما يمكنها من تخفيف الآثار المدمرة التي أفرزها الصراع على البيئة والموارد الطبيعية، والبنية التحتية التي تأثرت بشكل كبير منذ اندلاع الحرب في العام 2015.

كما سيبحث الرئيس الزُبيدي سُبل تعزيز التمويلات المقدمة من قبل الدول المانحة لمساعدة بلادنا في مواجهة آثار التغيرات المناخية وتطوير القدرات الوطنية لمواجهة آثارها والتخفيف من تداعياتها.

– قمة قادة مجموعة الـ77 والصين :

شارك الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، السبت في جلسات قمة مجموعة الـ77 والصين المنعقدة على هامش مؤتمر الأطراف الـCOP28 في مدينة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة الذي انطلقت فعالياته الرسمية الجمعة الماضية.

وتأتي مشاركة الرئيس الزبيدي في قمة مجموعة الـ77 والصين ضمن جهوده الهادفة لبحث آثار وتداعيات التغييرات المناخية على الوضع الإنساني في بلادنا، وحشد الدعم الدولي المطلوب لمواجهة تلك التداعيات من خلال شراكة حقيقية مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المختصة بالجانب الإنساني.

وكان الرئيس الزُبيدي قد وصل الجمعة إلى مدينة دبي للمشاركة في أعمال القمة العالمية للمناخ (مؤتمر الأطراف COP28) حيث شارك إلى جانب قادة عدد من الدول في افتتاح القمة العالمية للعمل المناخي بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

ويعد مؤتمر الأطراف هو أعلى سلطة دولية لصنع القرار بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، التي تجتمع سنوياً لمراجعة وتعزيز الجهود الجماعية للتصدي لآثار التغيرات المناخية في العالم ويشارك فيه أكثر من 190 دولة على مستوى القادة ورؤساء الحكومات.

– الجنوب في المحافل الدولية :

تواجد الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، شكل ظهوراً لافتاً للغاية في قمة المناخ العالمية التي عقدت في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وخلال فعاليات القمة في مركز دبي للمعارض – إكسبو، شارك الرئيس الزُبيدي في الفعاليات الرئاسية التي بدأت مع افتتاح القمة العالمية للعمل المناخي، وحضر القمة العديد من رؤساء وقادة وممثلي المنظمات الدولية المكرسة لمكافحة تغير المناخ، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وفي الوقت نفسه، يقوم الرئيس الزُبيدي بإستكشاف سبل تعزيز التمويل من الدول المانحة لمساعدة بلادنا في مواجهة عواقب تغير المناخ. ويشمل ذلك تطوير القدرات الوطنية للتعامل بفعالية مع هذه الآثار والتقليل من تداعياتها.

إن حضور الرئيس الزُبيدي في هذا المنتدى العالمي الكبير يعد بمثابة تأكيد إضافي لتمثيل الجنوب في المحافل الدولية، وهو يتماشى مع النهج الثابت للمجلس الانتقالي لتعزيز الشراكات مع المجتمع الدولي في المحافل المتنوعة.

ويؤكد المجلس الانتقالي بإستمرار مكانته كشريك لا غنى عنه ومرن ومؤثر في المساعي الرامية إلى تحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات، لا سيما تلك ذات الطابع الإقليمي والدولي.

ومن الجدير بالذكر أن مساهمة الجنوب البارزة في الحرب ضد الإرهاب تعزز مكانته كشريك موثوق به، ويحظى بثقة المجتمع الدولي في سعيه لتحقيق الاستقرار الشامل.

– أهمية كوب 28 :

يكشف المدرب الدولي أحمد طقش أهمية كوب 28، حيث يكتسب هذا المؤتمر أهمية خاصة لأنه سيشهد إنجاز أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ مستهدف إبقاء معدل ارتفاع درجات الحرارة عند مستوى 1.5 درجة مئوية.

وسر اهتمام دبي بالتغيير المناخي كونه قضية تمس التنمية، ويهدد بزيادة معدلات الفقر و يضر بالنمو الاقتصادي، لذلك تقوم دولة الإمارات بتطوير مشروع كبير لالتقاط و تخزين ثاني أكسيد الكربون في أبوظبي.

وقد أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن استضافة دولة الإمارات لمؤتمر المناخ COP28 ستكون الحدث الأبرز للدولة في 2023، و قال :
(لدينا ثقة بأن الإمارات ستقوم بتنظيم أنجح مؤتمر بيئي عالمي)

وهكذا فإن المؤتمر فرصة ثمينة لتسهيل التحول العالمي إلى الاقتصاد الأخضر بسرعة، و تحقيق الاستدامة والتنوع الاقتصادي وزيادة النمو، للوصول إلى هدفين متكاملين : أولا : دعم سياسات فعالة و جادة لتحقيق الحياد الكربوني و تصفير الانبعاثات، ثانيا : دعم سياسات النمو الاقتصادي، و بهذا يغذي النجاح المناخي النمو والازدهار، وتخدم الوفرة الناجمة عن النمو الاقتصادي السياسات المحفزة للوصول إلى صافي الانبعاث الصفري.

وستستقبل الإمارات العالم في دبي عبر مؤتمر كوب كي (لا نبكي على اللبن المسكوب) تعودت دبي أن تشعل شمعة لا أن تسب الظلام، أن تتكلم عن الإيجابيات لا عن السلبيات، أن تناقش الحلول و لا تناقش المشاكل، وهذا شأن الكبار، الكبار في السياسة، الكبار في الاقتصاد، الكبار في المناخ، و هكذا يكون المؤتمر قد نجح حتى قبل أن يبدأ لأنه يبني نجاحه على نجاحات معرض اكسبو، ولأنه يستفيد من سمعة دولة الإمارات المسكية وجهودها الحثيثة بإتجاه التغلب على سلبيات التغير المناخي.

– الرئيس الزُبيدي يُعلق :

يواصل الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي، القائد الأعلى القوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي مشاركته في الفعاليات الرئاسية لقمة تغير المناخ بدبي.

وفي تغريدة للرئيس الزُبيدي على حسابه في X قال : “يوم جديد في ‎#COP28 نتطلع للمزيد من النقاشات الجادة مع مختلف الأطراف ذات الصلة بالعمل الإنساني”.

واضاف : “بلادنا والمنطقة بشكل عام بحاجة إلى جهود مكثفة ودعم مضاعف لإيجاد حلول حقيقية لتخفيف من تداعيات تَغيُّر المناخ، لاسيما وهي تعيش وضع إنساني صعب أفرزته حرب عبثية دمرت الاقتصاد والبنية التحتية وخلفت آثار مدمرة على الموارد الطبيعية في البر والبحر”.

– خطة المجلس الانتقالي :

في مقال سابق للصحفي فتاح المحرمي كشف فيه خطة المجلس الانتقالي باعتمادها الدبلوماسية قبل التفاوض، فمعلوم أن جهاز الدولة المعني بالتواصل الخارجي (العلاقات الخارجية) مع الدول الأخرى وعلى وجه الخصوص في الجانب السياسي، هو وزارة الخارجية ودوائرها، والبعثات والسلك الدبلوماسي التابعة لها في كل الدول، وعلى الرغم من أنه ملتزم بنهج الدولة التي يمثلها إلى أن صاحب التأثير خارجياً من يشكل ثقل في التواجد بهذا الجهاز. في الجانب الآخر نجد أن أي عملية سلام سياسية لفض النزاعات والصراعات تأتي على مستوى دولي أممي متمثل بالأمم المتحدة لكونها المعنية بتسوية النزاعات، ويضاف إليها القوى الفاعلة إقليمياً.

وبناء على ما سبق وفي ظل الأزمة اليمنية والجهود الدولية والإقليمية التي تبذل في العملية السياسية الشاملة لإيقاف الحرب واحلال السلام، وصولاً إلى التوافق على تشكيل وفد تفاوضي حكومي في الشرعية، فإن التمثيل الجنوبي في أي وفد تفاوضي وأن كان قوياً وضمن إطار تفاوضي خاص يحتاج إلى حضور وتمثيل جيد في السلك الدبلوماسي لكونه أكثر تأثيراً إقليمياً ودولياً بإعتباره تمثيل شرعي حكومي وهذا الأمر يتطلب إعادة تحريك ملف هيكلة السلك الدبلوماسي والبعثات الخارجية، وتصحيح الاختلال فيها، وتشريع حق التمثيل الجنوبي فيه، ليكون رافداً قوياً في التفاوض ضمن العملية السياسية الشاملة، لما من شأنه تعزيز الموقف الجنوبي في التفاوض والعملية السياسية الشاملة، وهو ما يفسر اهتمام المجلس الانتقالي بتعزيز الدبلوماسية على الصعيد الدولي.

والسلك الدبلوماسي لا يقتصر عائدها الإيجابي على الجانب السياسي، بل يمتد إلى أنها ستحد من التقارير المسيسة المعادية للجنوب وقادته وقواته المسلحة والأمن، والتي ترصدها منظمات ذات توجه حزبي معروف متواجد في الشرعية وتوصلها عبر القنوات الخارجية الدبلوماسية إلى منظمات وهيئات دولية وإقليمية.

زر الذهاب إلى الأعلى