الكاتب والصحفي الجنوبي خالد سلمان يكتب “نتن ياهو يعلن أن قرار الرد إسرائيلياً بإمتياز”

بقلم/ خالد سلمان
ديفيد كاميرون وزير خارجية بريطانيا يؤكد من إسرائيل أن تل ابيب إتخذت قرار الرد ويتمنى أن لا يؤدي إلى حرب واسعة النطاق ، ونتنياهو يعلن أن قرار الرد إسرائيلياً بإمتياز ، وواشنطن تعيد إعلان حماية إسرائيل مع عدم تفضيل الرد غير المنضبط.
القرار تم إتخاذه التوافقات السياسية الداخلية بين الحكم والمعارضة الإسرائيلية تم إنجازه ، المستوى العسكري قدم خطة بالأهداف المنتقاة، تاركاً لحكومة الحرب تحديد ساعة الصفر وموعد الانطلاق.
إيران تدور في ذات اللغة الخشبية: سنرد على الفور سندمر إسرائيل سنستخدم قوة ردع بالغة الأثر ، في حين سابق هجماتها وضع القوة الإيرانية في مستوى دولة صغيرة، وفي أحسن الأحوال دولة متوسطة خارج الفعل الإقليمي وصياغة معادلات القوة .
حالة من القلق الحقيقي والتخبط يسود الحكم الإيراني ، فهو يسحب قوات الحرس الثوري من دمشق وحواليها ، يغلق مخازن السلاح ويعيد الإنتشار خارج الساحة السورية ، في ما سفنه الحربية تنتشر وتعيد التموضع ، تخوفاً من ضربة لم تكشف تل أبيب عن تفاصيلها، ولا الأهداف المطروحة على طاولة القرار.
على الصعيد السياسي الإتحاد الأوروبي يفرض المزيد من العزلة ويوسع نطاق العقوبات ،لتشمل إنتاج الصواريخ والمسيرات ، المضافة إلى وسم الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وهو ماتطالب به المانيا بشدة.
إسرائيل طوال فترة النقاش حول الملف النووي الإيراني ، ظلت متحفزة لضرب المنشآت النووية وموقع إنتاج الماء الثقيل ، ونفذت عديد عمليات سرية في تصفية العلماء الإيرانيين ، وهجمات سيبرانية لتعطيل خطط عمل المفاعلات الإيرانية ، وبالتالي فإن مثل هكذا فرصة متاحة لها ،لا يستبعد المتابعون أن تكون مثل هذه المواقع على رأس الضربة القادمة.
الخطوة التالية في حال ردت إيران وأحدثت ضرراً بإسرائيل، فإن خيار تشكيل تحالفاً دولياً عسكرياً على غرار إسقاط بغداد، بقرار من مجلس الأمن أو من دونه ، يبقى وارداً ضمن حزمة الخيارات، دون إغفال عقبة الموقف الروسي والصيني ومدى قبولهما بصفقات تبادل الملفات من تايوان إلى أوكرانيا إلى طريق الحرير .
طبعاً ضرب إسرائيل لعمق إيران سيطلق صواريخ سائر الوكلاء بما يعرف بوحدة الساحات ، ومثل هكذا رد فعل تستطيع القوة الصاروخية والطيران الإسرائيلي التعامل معه، وخوض حرب الجبهات المتعددة.
الحوثي يبحث له عن موطئ قدم وسط هذا التزاحم الإعلامي الدولي ، لتسجيل حضور إعلامي سياسي ، بمحاولة الزج بإسمه في مواجهات إقليمية أكبر منه ، للإستثمار السياسي الداخلي ، ما يجعل مابقي من بنيته العسكرية صيد سهل للقوة الإسرائيلية الجوية ، بل وستذهب إسرائيل خطوة أبعد بإتجاه تصفية رموزه المؤثرة،وصفه القيادي الأول كما تفعل مع قيادات الحرس الثوري وجماعة الضاحية الجنوبية ، وسيصل الموساد المتمرس بالتعقب والتصفيات إلى مخبأ عبدالملك الحوثي ، الذي يحاول جاهداً أن يقدم نفسه حسن نصر الله آخر في المنطقة .
خياران امام ايران اما ان تبتلع أمواس الضربة الاسرائيلية برد محدود هامشي ، او تنتظر ما هو أبعد تحالفاً دولياً يعصف بالقوة الإيرانية ،ويشطب سلطة الملالي من على الخارطة.