اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

أنها الحرب

 

صالح الضالعي

الحديث عن اتفاقيات مبرمة مفادها السلام هذه الأيام تعزز مايقوله بعض الساسة على أنها مفتاحا للحرب.. لقد خبرنا بأن المحتل دوما يخرق السفينة المبحرة صوب السلام الذي ينشده الجميع، لكوننا ندرك بأهميته ،وانطلاقا من قول الله فإن جنحوا لسلم فاجنح له ،لكننا نؤمن في نفس الوقت بأن المؤمن لايلدغ من الجحر مرتين..حقا فقد كانت وثيقة العهد والاتفاق التي أبرمت في الاردن عام 1994م بين الرئيس علي سالم البيض عن الجانب الجنوبي ،وعلي عبدالله صالح عن الجانب الشمالي مفتاح لعلعة الرصاص منذ الوهلة الاولى لوضع اللمسات الأخيرة عليها.

ومن ابين خرق لواء العمالقة الشمالي السفينة معلنا عن انطلاق شرارة الحرب ،ثم بعد ذلك كانت الصرخات المتعالية من ميدان السبعين بصنعاء الذي أعلن منه الحرب الظالمة 27 ابريل عام 1994م،وفي ذلك اليوم قصف اللواء الثالث مدرع جنوبي بمحافظة عمران ،وفي وضح النهار، تم الغدر بأفراد وضباط اللواء وهم يتناولون وجبة الغداء.وبناء على ماسبق ذكره ترى هل سيعيد التاريخ سيرتها الاولى ؟.

تؤكد الشواهد الملموسة المتخمضة عن تجارب المجرب غير المقبولة البتة بأن أي اتفاقات مبرمة سيعقبها خدعة سحرية التي بها ستندلع المعارك مجددا،والتي سيحسمها أبناء الجنوب ، مازلت على قناعة تامة بما اقول وماكتبته في السابق وقبل اندلاع معركة الغزو الثانية للجنوب عام 2015م..من وجهة نظري الخاصة بأن تلك الاتفاقات بمثابة استراحة محارب ، إن لم يتم منح الجنوبيين مطلبهم والمتمثل في استعادة الدولة الجنوبية إلى حدود ماقبل عام 1990م.

ادرك تماما مااكتب لكل حرف وكلمة مسطرة هنا،ومن خلالها نبني قناعتنا بأن الحديث عن اتفاقيات سلام مع المحتل جاءت لنفض غبار اليد ورفعها،والمشروطة بمحاور متعلقة بالجانب الإنساني – توقف الحرب بين المتحاربين – فتح الطرقات والمعابر والمنافذ الجوية والبحرية والبرية -تسليم الرواتب للموظفين ككل والمقيدين في السجلات إلى ماقبل 2015م.

ربما أن طباخة السلام المعلن سبقه فلم مركب ،وعلى غرار حرب غزة انبثق تمرد الحوثي على العالم في البحر الاحمر تقف وراءه القوى الدولية المهيمنة على رسم السياسة وخيوطها بعد حياكتها ، وعلى كل مايجري وراء دهاليز الغرف المغلقة بنيت اتفاقات خدج إن لم تكن ملبية لمطالب شعب ظلم من قبل ظالم متكبر ومتجبر غير مؤمن بأن السلام لاياتي من بوابة المقهور ، بل يأتي وبحسب نظرتهم كمحتلين بأن على الآخر تنفيذ شروطه المملؤة بكأس التهديد والوعيد لغيره، ومن هذا الجانب سيتم فكفكة طلاسم حبر القلم بعد أن جف وركض خلف سراب وهم التوبة والاقلاع عن الذنب ،مع أن بانيه يعلم بأن الطرف اليمني بجميع اطيافه وألوانه لايمكن بأي حال من الأحوال الالتزام باي اتفاق كان ،وبهكذا سيفور التنور، وبركان المواجهات هنا وهناك.

اعلان الاتفاقات الخاصة بالسلام لايعني الاستسلام منا ،ولكن يمكننا وصفه بسلام الشجعان لاسيما وأن الاتفاقات تمس الجانب الإنساني للإنسان المطحون في كلا البلدين ،الامر الذي يجعلنا نثق بقيادتنا السياسية الجنوبية بأنها لم ولن تجنح لشروط الأعداء بالتنازل عن مطالب الشعب الذي منها انطلق المارد الجنوبي ،الرئيس القائد (عيدروس الزبيدي), وهو في عنفوان شبابه..مرة أخرى اكرر بأن السلام سيكون هشا ،وان على أبناء الجنوب الاستعداد لمواجهة عسكرية قادمة أكثر دموية وضراوة ،ولكنها ستحسم، حينما يتم دق باب سور اليمن بصنعاء بالمنجنيق ،والمجبر للاستسلام والجنوح للسلم ،وهم صاغرون.. اتفاق السلام بمعناه، انه الحرب

وختاما وجب علينا التنويه بأن قادم الأيام وبعد تنفيذ خطة السلام والتي تعدنجاحها مقرونا في إبداء النية من قبل جماعة الحوثي والمتضمنة الآتي
– إجراء انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة جديدة منتخبة من قبل شعب الشمال ،هذه الحكومة والبرلمان مخولان بإعلانهم بفك الارتباط مع شعب الجنوب ،وحق مطالبه باستعادة الدولة الجنوبية ، بذلك سيتحقق السلام الدائم لكلا الشعبين المتجاورين ,ومادون ذلك فلن يكون هناك سلاما لو يتم التوقيع على الف صفحة سلام وكفى

زر الذهاب إلى الأعلى