اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

اشتعال الغضب.. مزارعو الثوم في صنعاء بين فكي الجبايات والاحتكار الحوثي

في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، شهدت صنعاء احتجاجات غير مسبوقة من المزارعين، الذين تجمهروا خارج مسجد عفاش خلال مراسم تشييع زعيم «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله. وبينما كان قادة الجماعة الحوثية يخرجون من المسجد وسط أجواء تملؤها الطقوس السياسية والطائفية، علت أصوات المزارعين مطالبة بوقف الجبايات المجحفة التي فرضتها مؤسسة الخدمات الزراعية التابعة للحوثيين. المحتجون رفعوا لافتات تندد بالضرائب الجديدة على إنتاج الثوم المحلي والحليب، معتبرين أن هذه الإجراءات تهدد مستقبلهم الزراعي وتدفعهم نحو الإفلاس.

و المزارعون المتظاهرون أكدوا أن مؤسسة الخدمات الزراعية، التي يديرها القيادي الحوثي عبد السلام العزي، فرضت رسوماً تصل إلى 7% على إنتاج الثوم المحلي، بالإضافة إلى 100 ريال على كل لتر من الحليب، في وقت لم تقدم فيه أي دعم حقيقي لهم. وبدلاً من تشجيع الإنتاج المحلي، اشتكى المزارعون من سياسة الاحتكار التي تمارسها الجماعة، حيث يتم منعهم من بيع محاصيلهم بحرية في الأسواق، بينما يتم إدخال كميات ضخمة من الثوم المستورد، ما أدى إلى انهيار الأسعار من 1200 ريال للكيلوغرام إلى 400 ريال فقط.

وأضاف المحتجون أن نقاط التفتيش التابعة للحوثيين تمنع ناقلاتهم من نقل البضائع بحرية، وتحتجز المنتجات حتى يتم دفع الجبايات، مما يزيد من خسائرهم ويضعف قدرتهم على الاستمرار في الزراعة.

في خطوة وصفت بأنها استغلال واضح للأزمة، أبرمت وزارة الزراعة الحوثية اتفاقاً مع مستوردين كبار لضمان تسويق الثوم المحلي، لكنها لم تلتزم بحماية المنتجين من تقلبات الأسعار والضرائب الباهظة.

ورغم تعهدها بتحديد سعر عادل لشراء المحاصيل، سرعان ما عاد المستوردون لممارسة الضغط على المزارعين، واضعين شروطاً تعجيزية تحرمهم من المنافسة.

ويقول مزارعون إن القيادات الحوثية نفسها متورطة في استيراد كميات كبيرة من الثوم، متجاهلة تماماً الأزمة التي يعيشها المنتجون المحليون.

وبينما تغرق الأسواق بالثوم المستورد، يجد المزارعون أنفسهم عاجزين عن تصريف بضائعهم، ما يهدد بفقدان آلاف الأسر لمصدر رزقها الوحيد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى