(صالح الداعري) يكتب-العلم النافع يحتظر والمتطرف يزدهر

كتب /صالح الداعري
لقد انعم الله على بلادنا بدين واحد ولغة وقومية واحدة واعراف قبيلية متشابهة،ومع ذلك نعاني
من مشكلات وفتن سببها ادعياء الدين.
فيما تعيش دول متعددة الاديان واللغات والقوميات والمعتقدات في انسجام تام.
بينما في بلدنا المسلم يعيش في حروب وخوف دائمين،حيث تجد اشد العداء والبغضاء بين الجماعات الاسلامية،فهناك على سبيل المثال لا الحصر:الجماعات السلفية،
فهي لاتنسجم،مع بعضها وكل جماعة لاتصلي إلا بمسجد خاص بها،وتتبع شيخا معين.
ونظرا للتشدد يبدء الخلاف ثم يتسع مع مرور الايام حتى يصل حد التكفير المتبادل، لينتهي الأمر بحرب بين الجماعتين،حيث يدعي كل طرف بان قتاله جهاد في سبيل الله كما نشاهد،في سوريا والعراق وغيرها.
لو كان التعليم في بلادنا موحدا وتحت اشراف وزارة التربية والتعليم.
وتتولى وزارة الاوقاف اختيار الائمة والخطباء،و توزبع الخطب،وتشرف ع مدارس تحفيظ القران وحلقات الذكر في المساجد..
لكانت ثقافتنا واحدة ومذهبنا واحد،وتاريخنا واحد وكنا كالجسد الواحد.
ولما سمعنا عن فكر داعشي ولا اثنى عشري ولا رافضي،ولما قتل المسلم اخاه بدعوى الانتصار للدين،ولما راينا التمثيل بالجثث والتفجيرات في دور العبادة والمستشفيات والأماكن العامة.
ولكن تُرك الحبل ع الغارب،وتحولت البلاد عرضا وطولا لنشر أي فكر أو معتقد،بمافي ذلك المساجد والمدارس فقد تم تسيسها وصارت منابر للتحريض ع العنف والتخوين.
وها نحن ندفع ثمن أخطاء الماضي من دماءنا ودماء ابناءنا واخواننا، ودمار بيوتنا ، وعودة الجهل والامية إلى بلدنا من جديد.
فلن يستقم الحال وتصلح الامور إلا بتعليم واعلام وخطاب ديني موحد،
وتحت اشراف الدولة ممثلة باجهزتها الرقابية والامنية..
جيل موحد الفكر والعقيدة سلاحه العلم،يحترم آراء غيره.يرفض التحريض ويحرم التكفير ويجرم سفك الدماء وآخذ حقوق الناس بالباطل…
فليس من حق عامة الناس اقامة الحدود وتخوين وتكفير الغير واباحة الدماء،كما نراه اليوم.
فذلك من اختصاص الدولة.ممثلة بالقضاء.
نسمع ع لسان الكثير من من يدعون بانهم علماء ومشائخ علم،محاضرات ومنشورات تحريضية ع ابناء جلدتهم،فتلحق بالغ الضرر بوحدة المجتمع وتماسك ابناءه.
وكان الاحرى بهم أن كانوا يخافون الله،ان يدعون إلى السلام والتراحم والتعايش بين الناس حتى وان اختلفت معتقداتهم وانتماءتهم والسياسية والفكرية،.
وما يدور في ابين وماجاورها من مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية وفلول الارهاب الا خير شاهدا ع عواقب التعليم والتعليم الموازي والفكر المتطرف ع المجتمع،.
سيظل الشعب يدفع ثمن القضاء ع الارهاب المزيد و المزيد من الدماء حتى يتم التخلص من افة الارهاب التي أتخذت من بلادنا مكانا ومن الكتاب والسنة وسيلة للتغرير ع البسطاء من الناس،ودفعهم إلى محارق الموت(.لملاقاة الحور العين)كما يزعمون.
لكن اثبتت المعارك الدائرة في ابين،بانه لاحاضنة للارهاب في هذه المحافظة التي عانت ومازالت اكثر المحافظات تظررا من الارهاب.
صالح الداعري