عدن يمر العالم منها وهي جغرافية الثروة والنزاع .

سيلان حنش
زيارة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى المواقع البحرية والممرات المائية المهمة في البحر الاحمر وخليج عدن لها أهمية كبيرة وليست بعيد عن مايجري من صراع في البحر الاحمر لإعادة رسم خريطة جديدة تتوافق مع المصالح الدولية الكبرى واعطت للعالم رسائل ذات أهمية بالغة لكونها تقع هذه الممرات الطبيعية في إطار السيادة الوطنية لدولة الجنوب العربي وهي التي تشرف عليها مباشرة ويجب التخاطب معها فيما يخص كل شي . وحيث أن عدن تحتل مكانه كبيرة في هذا الموقع الجغرافي الكبير أصبحت للصراعات الدولية ارتباطا بالتداخل الجغرافي والتداخل الوثيق بينهما لايمكن فصله .
عدن موقعا جغرافيا كان له دور بارز في التاريخ وعاملا” في الأحداث السياسية والعسكرية وعاملا” حاسما استراتيجيا ومركز قرار في صنع القرار الدولي العالمي حيث أصبحت صراعات دولية وشيكة محتملة ومستمرة فاهمية موقع عدن الاستراتيجي لايمكن إغفاله . فموقع عدن كمدينة جعلها مدينة صراعات لاتنتهي صراعات إقليمية ودولية مستمرة .
ممكن تتسألون عن سر أهمية عدن في الصراعات السياسية وأهمية عدن الاستثنائية رغم مساحتها المحدودة .فعدن مدينة مهمة ولكنها ضحية للصراعات . عدن مدينة البحر منذو الأزل . هذه الخاصية يجب أن لانتجاهلها لكونها تقبع على خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي وباب المندب مرورا بالبحر الأحمر لتتجاور بحريا مع القارة الأفريقية حيث تقع على باب المندب بوابة الشرق والغرب التجارية . تمثل عدن عقدة مواصلات بين الشرق والغرب فضلا عن الأهمية التي تلعبها في التجارة العالمية ويمنحها ذلك ميزة التحكم بالخطوط التجارية الدولية من خلال تحكمها بمظيق باب المندب الرابط بين الدول الاقتصادية الكبيرة والصاعدة في شرق القارة الآسيوية واقتصاديات دول أوروبا المتقدمة والمتطورة مما اخدت عدن مكانتها في أذهان الغرب منذو القرن السادس عشر حيث ظهرت عدن في خرائط ولوحات الغرب وأصبحت محل أطماع للسيطرة عليها ومنها ما يعود في عام 1505م وهي خريطة برتغالية موجودة في لندن ثم ظهرت في لوحة توضح محاولة القائد البحري البرتغالي (الفونسو دي البوكيرك ) وهو يتسلق أسوارها في عام 1513م وغيرها من خرائط ولوحات الرحالة والمستكشفين الأوروبيين التي استقرت في المكتبات الأوروبية حيث يرى أهل الدراسات والابحاث التاريخية أنه في عام 1530 م أضحت عدن شيئا بارزا له حضور في التحركات البحرية حيث أن العالم مر من عدن ولازال يمر عبر عدن حيث أن عدن تتخاطب مع العالم عبر جغرافيتها فقد قيل لها ( العالم مر من هنا ) رغم أن هذه العبارة تغيب اليوم عن ذاكرة العالم .
بالرغم أننا نرى صراعات كبرى في عالم نرى فيه رسم الخرائط وتقاسم النفوذ وعدن لن تكون بعيدة عن كل هذا فهي ستظل أسيرة هذه المفارقة طالما ظل موقعها الجغرافي اسير هذه الرقعة من العالم فهو في مرمى كل الأطماع الإقليمية والدولية حيث كانت مقولة الزعيم الفرنسي شارل ديجول ( المواقع الجغرافية هي مايصنع القرارات السياسية ) لم تكن من فراغ بل هي تجارب ملهمة تعاملت مع الحرب والسياسة من مركز التوسع الجغرافي الذاهب لما خلف الحدود .
اخيرا” يبقى السؤال شاهدا دهرا . هل تستعيد عدن مكانتها في الخريطة السياسية وصنع القرار من منطلق جغرافيتها الهامة وفق المتغيرات التجارية الجديدة وخارطة الطرق .
ومن هذا الموقع الجغرافي وأهميته يجب علينا الوقوف خلف القيادة السياسية ممثلة بفخامة الاخ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي في توجهاته في حماية كل مايخص المواقع السيادية الجنوبية التي تتأثر بهذه الصراعات الإقليمية والدولية وجعلها آمنة مستقرة حتى لا يتأثر اقتصاد الجنوب بشكل من الأشكال .