اخلاق الرياضة وانتهازية الأندية

م.جمال باهرمز
نتيجه لقرارات الإتحاد العام لكرة القدم الأخيرة والتي اضرت بالاندية الرياضية ولاعبيها ومناسبيها ومختلف أنشطتها.
أصبح لاعبي كل الفئات العمرية واداريي واعلاميي ومدربي أندية عدن في حالة ترقب وخوف وابتزاز واستهداف وأصبحت إدارات أنديتهم في حالة جهاد يومي مستميت للحفاظ عليهم.
بل إن بعضهم أصبحوا لا يشاركوا مع أنديتهم خوفاً من منعهم من الالتحاق بالمنتخبات الوطنية.
وأصبح الولاء للنادي هو العملة القيمة التي تجعل هولاء باقون ويشاركون مع أنديتهم في الأنشطة.
وأصبح البعض قيمته في زيادة العرض من الأندية الأخرى بعيداً عن الولاء والوفاء ورد الجميل لناديه الذي جعل منه اسم وسلعة متداولة.
حقيقة نحن في رياضة عدن أمام ظلم مركب يتمادى بطغيانه
فقرار تهبيط أندية عدن الثلاثة (التلال/ الشعلة/ الوحدة) وقرار اعتبار المسابقات المحلية التي تقيمها السلطات المحلية في عدن واتحادها مسابقات غير رسمية ويمنع اللعب فيها ومن يشارك من اللاعبين والحكام والمدربين والإداريين والاعلاميين سيكون محروماً من الالتحاق بالمنتخبات الوطنية وأي أنشطة يقيمها الإتحاد أو يشارك فيها.
هو مخطط لإغلاق أندية عدن أبوابها.
نفس السياسة التي مارسها نظام علي عبد الله صالح سياسة الاستعلاء على ابناء الجنوب والذي يعتبرهم مجرد هنود وصومال نفس السياسة التي مارسها وحول عدن من مدينة عالمية إلى قرية كما وعد. وهي سياسة الاقصاء والظلم والتهميش والتي أدت إلى تشظي ونهاية الوحدة اليمنية.
نفس السياسة يمارسها اتباع هذا النظام في الاتحاد العام على اندية الجنوب العربي بالاستعلاء وإصدار القرارات وما على العبيد إلا التنفيذ.
وإلا ماضر الإتحاد العام حين تقام الأنشطة في المحافظات برعاية السلطات المحلية وإشراف فروعه فهذا بالعكس يعتبر مكسب له وسد عجزه لانه غير قادر على إقامة المسابقات الدورية.
ومما زاد الطين بله انتهازية رؤساء وإدارات بعض الأندية والتي بدلاً من الوقوف مع أندية عدن لرفع الظلم عنها.
أصبحوا يمارسوا الظلم جهاراً نهاراً ويتفاوضوا مع لاعبي أندية عدن لسحبهم إلى أنديتهم والتعاقد معهم وهم يعلموا أن عقود اللاعبين مع أنديتهم العدنية مازالت سارية المفعول مما شكل مزيداً من التعقيدات لأندية عدن المستهدفة في سابقة لم تحصل في تاريخ الرياضة المحلية أو الدولية.
انتهازية هذه الأندية حقيقة ثقافة دخيلة على الجنوب ورياضته.
كنا نتوقع خذلان أندية صنعاء وتعز ومحافظات العربية اليمنية لأندية عدن.
لان قرارات الإتحاد سياسية اصلاً في زمن الحرب على الجنوب العربي ولأن هذه الأندية حديثة النشأة وقليلة الخبرة الإدارية ولا تلم بكامل الأعراف الرياضية الأصيلة.
لكن المصيبة حين يأتي الظلم والقهر من أندية جنوبية.
تمارس الانتهازية وسحب مدربي ولاعبي أندية عدن والتعاقد معهم بدون استئذان إداراتهم أو حتى بدون علمها.
تحت مبرر قرار الإتحاد بأن عقود اللاعبين مع أنديتهم العدنية تعتبر لاغية.
مع ادراك ادارات هذه الأندية الجنوبية بأنه بعد استهداف أندية عدن سيكونوا اول المستهدفين حين يشاركوا في محافظاتهم في أي فعاليات تقيمها السلطات المحلية أو غيرها وسيجرى لها ماجرى لأندية عدن.
بالنسبه إلى ما تقدم وكما نعلم بأنه جرت الاعراف والاصول الرياضية بأن يتم التكامل والتعاون بين ادارات الاندية لمصلحة رياضتنا وشبابنا واجيالنا.
وادارات أندية عدن حريصة كل الحرص على استمرار هذه الاعراف والاصول الرياضية الحميدة منذ ان بدأ تأسيس اول نادي عدني عام 1905م بإسم النادي المحمدي (التلال) كأول نادِ رياضي رسمي في الجزيرة والخليج.
وتأسيس بقية أندية عدن والجنوب العربي بعده بسنوات متقاربة.
وكانت ادارات أندية الجنوب المتعاقبة تحرص كل الحرص على استمرارية هذه الاعراف والاخلاق الرياضية.
جرت الاعراف الرياضية سابقاً بين الأندية الجنوبية بالتعاون والتنسيق واعارة اللاعبين والمدربين والإداريين بشكل صحي وقانوني للتكامل الأمثل والتطور الافضل لرياضة الجنوب.
وكانت هناك لجان تنسيق في المحافظات وفي الجمهورية فيها ممثل واحد لكل نادي جنوبي بعيداً عن سلطات الإتحادات أو وزارة الشباب والمجلس الأعلى للرياضة مهمتها تنسيق المواقف والقرارات بين الأندية لتوحيدها حين تتعرض للظلم من الإتحادات العامه أو الفرعية أو من وزارة الشباب أو غيرها.
ولهذا كانت رياضة الجنوب متقدمة ولها حضورها واحترامها في المحافل الإقليمية والعربية.
لانها كانت بيئة رياضية متعاونة تلتزم باللوائح والنظم واخلاق رياضية وشفافية .بعيداً عن الانتهازية والاقصاء والظلم والغدر والمكر والخيانة.
مايحصل الآن ليس رياضة ولا من الأخلاق الرياضية ولكنها الانتهازية بشكلها المقزز حين يتم التنسيق مع اللاعبين بعيداً عن أنديتهم فيتم ظلم النادي مرتين من الإتحاد ومن الأندية التي تتناتش لاعبي أندية عدن مثل الضباع.
انها ليست بئية الرياضة المدنية الراقية التي تتطور. ولكن طباع الغابة الانتهازية التي تأكل بعضها حتى تتدمر.
وعلى القائمين على رياضة الجنوب وشبابه أن يبتعدوا عن هكذا بيئة قذرة بأسرع مايمكن ويبدأوا بتأسيس إتحادات مستقلة تتبع سلطات الجنوب العربي لاستعادة توهج الرياضة الجنوبية حفاظاً على شباب الجنوب من الضياع.