اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
الجنوب في الصحافة العالمية

مستقبل الجنوب ما بين مطرقة الحكومة السفسطائية وسندان المصالح الدولية

رشا فريد

تسود الأوساط الجنوبية أجواءٌ من الترقب بعد تسريبات غير صحيحة تفيد بانسحاب القوات الاماراتية من عدن والساحل الغربي, وتعددت ردود الفعل بين متخوف أو قلق أو غير مبال ,ومع وجود قوى تريد حصول ذلك بشدة وهي التي سربت الاخبار الكاذبة في سعيها لخلق واقع تخريبي للجنوب. والذي سيتيح لهم التحرك بأريحية لتنفيذ مخططاتهم  التي ترمي لنشر الفوضى ليتسنى لهم السيطرة على مقدرات الوطن .

لكن دوام الحال من المحال ..والمؤكد أنه سواءا بقيت الإمارات أم رحلت فإن المعطيات الدولية الجديدة قد قطعت الطريق على أي قوى حالمة بالسيطرة على الجنوب ..بل الأكثر تأكيدا أن الجنوبيين أصبحوا اليوم أقوى من ذي قبل ..فرحيل الإمارات لن يشكل فرقاً البتة لعدة أسباب بديهية.

وهذا الكلام ليس انشائيا أو تعبيريا بل هو واقعي جدا ويستند إلى حقائق وتصريحات دولية نسمعها بين الفينة والأخرى بضرورة وجود ضمان لاستقرار الممر المائي العالمي وبإشراف جنوبي ,لاسيما بعد أن أثبت الجنوبيون جدارتهم القتالية في الضالع ضد الحوثيين الذين حاربوا بكل ثقلهم لكنهم عرفوا حجمهم الحقيقي وأدركوا انهم صغارا واقزاما أمام الشعب الجنوبي الذي اقسم منذ بداية ثورته على تحرير ارضه واستعادة دولته.

متغيرات دولية تفرض واقعا جديدا

من المعلوم ان المصالح والتحالفات الدولية تتغير دوما فهي ليست ثابتة فلا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة حيث أن القوى العظمى أعربت مؤخرا عن ضرورة إيجاد مناخ مستقر في جنوب اليمن المتحكم بطريق استراتيجية عالمية والذي يجب ان تكون آمنة تماما لمرور ملايين الدولارات من التجارة العالمية

علي عبدالله صالح وبداية اللعب على وتر الحفاظ على أمن الممرات المائية الحساس

ومن البوادر المبكرة لاستشعار نظام صنعاء البائد ومحاولةً منه استباق المتغيرات وبمكر البائد “علي عفاش” حاول الأخير خلط الأوراق على الدول لضمان بقائه مسيطرا على الجنوب وعلى الممر المائي فاتجه بداية لإلحاق منطقة باب المندب والقرى المتاخمة له كقرية “ذباب” وغيرها لمحافظة تعز إداريا .وكان النظام السابق من المكر والدهاء بأن دعم ما كان يسمى بـ”القراصنة ” لخلق التوتر في المنطقة ليأتي هو كمنقذ في النهاية و كان يمول الاخوان والقاعدة في الصومال لخلق صراع دائم للحؤول دون قيام سلطة تضمن استقرار الصومال, وما ان انتهى علي عبدالله صالح انتهت تلك المشاكل و ازدهرت الصومال,. لكن فراخه وبضاعته تحاول تقليد مشية أبيها واستكمال ما ابتدأ به فتحاول مهاجمة التحالف علنا علّها ان تحرجه ليسعى لإرضائها واسكاتها على حساب الحق الجنوبي.أو تحاول اخافة العالم بـبعبع القاعدة وداعش والذي افشل الجنوبيون تلك المساعي وجعلهم يجرّون أذيال الخيبة والهزيمة.

ولا تزال منابر الإصلاح صدّاحة بتجريم دور التحالف الذي يحتضنهم في الرياض,  بل ويثخن كروشهم بأنواع الكبسات والمقبلات والأموال وهم يتجولون ليلا نهارا ما بين الريسيبشن واللوبي والمسبح ليأتوا بالنهاية ويلوموا التحالف على ان أراضيهم لم تحرّر ..

اذاً كيف حرر الجنوبيون عدن, وكان الأربعة اشخاص يتبادلون نفس الكلاشنكوف ويمشون بلا احذية أو قبعات تحميهم من حر الشمس ! ألا يشعر أولئك السفسطائيون بالخزي والعار؟ أم ان اللطم بالميت حرام !

الجنوب سيحكمه أبناؤه لا محالة

من مصلحة الدول الكبرى والشعب الجنوبي أن يُترك الجنوب ليحكمه أبناؤه لانه سيكوّن قوة اقليمية قادرة على حفظ المصالح الدولية وفي نفس الوقت قادرة على خلق واقع جديد نحو بناء دولة مدنية علاقاتها جيدة جدا مع جيرانها ومع الدول الأخرى وتستطيع خلق أوضاع معيشية أفضل و حياة كريمة لمواطنيها, ومحاولة بعض الأطراف اقحام عناصر غير جنوبية أو جنوبية موالية لقوى شمالية وتسويقها لحكم الجنوب مستقبلا ستبوء حتما بالفشل وستنتهي وستقطع كل الايادي التي يحاولون مدها لسلب الحق الجنوبي.

لماذا يستجلب معين موظفين من صنعاء إلى عدن

تساؤلات حول الفائدة المرجوة من جلب مئات الموظفين من صنعاء لتوظيفهم في عدن وعلى حساب أبنائها الذين درسوا على حساب الدولة في ارقى الجامعات في الخارج ! والذين يملكون من الخبرة الكثير والكثير , خطة حقيرة يقوم بها رئيس الوزراء لكنها لن تمر..

فالجنوب اليوم ليس جنوب 94 والجنوبيون اضحوا منتبهين لما يحصل أمامهم ويترقبون الوضع وسنرى الجنوبيين يفرضون واقعهم مرة أخرى وهذه المرة بدعم دولي و إقليمي .

وان غداً لناظره قريب

 

زر الذهاب إلى الأعلى