اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

د/ الخبجي يفجرها مدوية: كل القوى السياسية ليس لديها اطّلاع على المفاوضات الحوثية السعودية ولا سلام في اليمن دون حل القضية الجنوبية

النقابي الجنوبي /خاص

قال مسؤول رفيع في المجلس الانتقالي الجنوبي، إن كل الأطراف في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا ومن بينها المجلس الانتقالي، ليس لديها اطّلاع على سير المفاوضات بين السعودية وجماعة الحوثيين.
وأوضح ناصر الخُبجي رئيس الهيئة السياسية رئيس وحدة شؤون المفاوضات في المجلس خلال مؤتمرٍ صحفي عُقد، الاثنين، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، نظمه برنامج “اليمن في الإعلام الدولي” التابع لمركز صنعاء للدراسات، إن هذه الأطراف لم يجرِ اطلاعها حتى اللحظة حول اللقاءات التي درات بين وفد الحوثيين والمسؤولين السعوديين في الرياض.
وقال خلال اللقاء الذي حضره ممثلون لوسائل إعلام دولية ومراكز بحثية إن المسؤولين الإمارات العربية المتحدة، الشريك الأقوى للسعودية حين بدأت عمليات التحالف العسكرية في اليمن مطلع ٢٠١٥ ضد جماعة الحوثيين، “لا يعرفون شيئًا عن هذه التفاهمات ويكاد يكونون بعيدين عن هذا الأمر”.

تفاؤل حذر
وقال الخُبجي إن المجلس لا يريد أن يتخذ موقفًا ويستبق الأحداث بالحكم على تلك المفاوضات قبل أن تكون نتائجها واضحة، غير أنه أبدى تفاؤلًا بأن النتائج ستكون إيجابية.
ووصف المفاوضات السعودية الحوثية بأنها إيجابية تذهب نحو الاتجاه الصحيح بغض النظر عن النتائج، إذ ستفضي إلى تهيئة الأرضية المناسبة لأي تسوية سياسية قادمة.
وأوضح “في كل الأحوال نحن مع مسألة وقف الحرب بدرجة أساسية وإجراءات بناء الثقة، وبالذات فيما يتعلق بالجانب الإنساني”.

موارد الجنوب خط أحمر
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي في المفاوضات ودفع الرواتب للموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين، قال الخُبجي إن ذلك مرفوض لأنه سيكون من ثروات وأموال الجنوب، وبالتالي فإن أي مناقشة للملف الاقتصادي هو ملف سياسي بالأساس.
و إلى أن ذلك الموقف مثل نوعًا من التباين بين المجلس الانتقالي والسعودية.

وأشار الخبجي إلى أنه من الجيد أن يكون للمجلس الانتقالي الجنوبي والأطراف الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة موقفًا متناغمًا تجاه مخرجات المفاوضات بين السعودية والحوثيين.

وأكد الخبجي على ما قاله رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي في وقت سابق من أنه جرى تهميش وإقصاء الأطراف في الحكومة اليمنية في المفاوضات بين السعودية والحوثيين.

واستدرك بأن المجلس عبّر عن موقفه من تلك المفاوضات، لكن بعض الأطراف من حلفائه المفترضين في الحكومة لم يفصحوا عن موقفهم، مرجعًا ذلك للتباينات داخل مجلس القيادة الذي بات موقفه ضعيفًا، حسب قوله.

تشكيل وفد تفاوضي مشترك للشرعية

وقال الخبجي إن مجلس القيادة الرئاسي، الذي يُعد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي عضوا فيه، لم يكن على المستوى المطلوب إذ كان يفترض أن يكون أكثر فاعلية وأكثر حضورا على الأرض.

وأرجع ذلك إلى وجهات النظر والقضايا التي لم يتم التوافق عليها ومن بينها القضية الجنوبية، وعدم تفعيل اللجان أو الهيئات المساندة لمجلس القيادة بسبب غياب اللائحة المنظمة للمجلس مع تلك الهيئات.
وقال إن من التباينات الأساسية داخل مجلس القيادة هي قضية الجنوب إذ أن الكثير من القوى السياسية لها مشاريع مختلفة، مشيرا إلى أن حل هذه القضية يتم من خلال فريق تفاوضي مشترك بين الحكومة والمجلس الانتقالي يجري حوارا داخليا بين الانتقالي ومكونات الشرعية الأخرى حتى نتوافق على القضايا، وكذلك الفريق يكون معني بإعداد رؤية مشتركة للتفاوض مع الحوثي.
وقال الخُبجي إن التباينات في المجلس انعكست على عمل الحكومة.

و إلى أن مجلس القيادة لا توجد لديه رؤية تفاوضية مشتركة للتفاوض مع الحوثيين، كما لا يوجد فريق يعد رؤية لكيفية التفاوض وإدارة القضايا التي تُعد خلافية سواء كانت مع الحوثيين أو خلافية بين مكونات الشرعية نفسها.

تقييم اتفاق الرياض

وحول اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة والمجلس الانتقالي عام ٢٠١٩، قال الخُبجي إنه لم ينفذ كثير من بنوده سواء الترتيبات السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية والعسكرية.
وأوضح أن ما نُفذ كان في إطار الترتيبات السياسية وهو تشكيل حكومة مناصفة لم تقم بمهامها الخدمية، وتعيين محافظ لمحافظة عدن، بينما لم يُعين محافظون لبقية المحافظات الجنوبية.

وأفاد: كان يُفترض إعادة هيكلة وتشكيل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والمجلس الاقتصادي والبنك المركزي، وكان ذلك كفيلا بمعالجة كثير من القضايا واحتياجات ومتطلبات المجتمع في عدن أو المحافظات المحررة.

أما على المستوى الأمني والعسكري، قال الخُبجي إن اتفاق الرياض لم ينص على توحيد القوات الأمنية والعسكرية، بل تنظيم هذه القوات تحت وزارتي الدفاع الداخلية بعد أن يُعاد هيكلتهما ويكون المجلس الانتقالي شريكا فيهما، وذلك لم يحدث، حسب قوله.

وأضاف أنه كان يجب إخراج القوات من المدن إلى جبهات القتال بينما بقيت قوات المنطقة الأولى في سيئون دون مبرر، وهو ما عطل الجانب العسكري كله.

برلمان بلا شرعية

وقال القيادي في الانتقالي الجنوبي إن البرلمان اليمني انقسم بين صنعاء وعدن، بينما يوجد الغالبية من أعضائه بين القاهرة والرياض وتركيا.
وأضاف أن البرلمان إلى الآن عمره عشرين عاما، وتكاد تكون شرعيته غير موجودة في الأساس، في الوقت الذي لا تُعرف أسباب عدم انعقاد جلساته في عدن.

الوحدة سقطت

وقال الخُبجي إن المجلس الانتقالي الجنوبي يرى ان سبب الصراع الحاصل اليوم متعلق بشكل اساسي بفشل مشروع الوحدة اليمنية وما اسفرت عنه من اختلالات عقب حرب العام ١٩٩٤. مشددا على انه لا يمكن المضي بعملية سلام ما لم يتم النقاش والتوافق حول القضية الجنوبية و شكل الدولة.
وأضاف أن رؤية المجلس الانتقالي وهدفه الاستراتيجي والنضالي هو استقلال الجنوب. لكن الخبجي اكد في الوقت نفسه على أن المجلس الانتقالي منفتح لنقاش كافة الخيارات والافكار على طاولة الحوار.وأشار إلى أنه لا توجد أي اختلافات أو تباينات حول ملف اليمن بالنسبة للسعودية والإمارات.

لن نتفاوض مع الحوثيين

وقال الخُبجي إن المجلس الانتقالي لن يتفاوض مع الحوثيين بشكل مباشر، رغم أن الجماعة تعد القوى الفاعلة في الشمال بينما يُعد المجلس الانتقالي كسلطة في الجنوب.

وأكد على أن أي عملية سياسية يجب أن تتم تحت رعاية إقليمية ورعاية دولية، كون الحوثيون ميليشيات لا يمكن الاعتراف بها ويعدون طرفا انقلابيا ليس شرعيا، ولا حديث معهم الحوثي إلا باعترافهم بـ “قضية شعب الجنوب” وشرعية الحكومة المعترف بها دوليا.
وأشار إلى أن الحوثيين اظهروا تايدهم للحراك الجنوبي قبل انقلابهم على الحكومة الشرعية وسيطرتهم على عدن، وقال “يريد (الحوثي) أن يبتلع الشمال ويبتلع الجنوب مع الشمال بل ويطمح الى خارج حدود اليمن…ولا يوجد معه تفاوض أو حوار مباشر”.

مرجعيات الحل سقطت

وحول مرجعيات الحل السياسي في اليمن، وهي: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216، قال الخُبجي إن المجلس ليس له علاقة بها وغير ملزم بها.
وأوضح أن المجلس الانتقالي الجنوبي تأسس بعد هذه المرجعيات، ولكن التحالف الذي تقوده السعودية والحكومة اليمنية هي من تلتزم بها.
واستطرد بقوله: إن المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار انتهت بسبب الحرب التي شنها الحوثيون وقرار مجلس الأمن 2216هو شبه ساقط في الواقع إذ كان مضمونه يقول أن على الحوثيين تسليم سلاحهم ولن يعترف بهم أحد، لكن اليوم يُعترف بها ويُتفاوض معها وتتحاور معها ومن المستحيل أن تسلم سلاحها إلا بالخيار العسكري.

وتابع قائلا: في ظل وجود القوة العسكرية للحوثيين وهو ما يزال منتصر عليك عسكريا فذلك صعب، وذلك ما يعمل عليه الحوثيون من إطالة الوقت وترتيب وضع داخلي وأنا متأكد أن الحرب ستعود مرة أخرى”.

لسنا الممثل الوحيد للجنوب

وحول الوضع في الجنوب، قال الخُبجي إن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يُعد الممثل الوحيد للجنوب، لكنه يحمل مشروع الاستقلال بينما هناك مكونات أخرى لها مشاريع أخرى ولا يقف المجلس ضدها.

وقال “قد نتفق في الهدف ونختلف في الوسيلة…ولا نحن ندعي أننا الممثلين الوحيدين، هناك كثير من الأصوات الجنوبية كل واحد له رأيه وأنا احترم هذه الأصوات ومستمرين في الحوارات معها والبعض منها على تنسيق معها”.

وذكر محافظ لحج السابق أن المجلس الانتقالي نجح من خلال الحوار في تقريب وجهات النظر مع من كانوا يعدون المجلس خصما سياسيا في الاطار الجنوبي والمحافظات الجنوبية.

زر الذهاب إلى الأعلى