زلزال شرق المتوسط يوقظ المصريين ويثير تساؤلات حول النشاط الزلزالي

الهزة الأرضية شعر بها سكان القاهرة ومحافظات أخرى دون تسجيل أضرار
استفاق ملايين المصريين في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 3 يونيو 2025، على وقع هزة أرضية مفاجئة، أثارت القلق في القاهرة الكبرى وعدد من المحافظات، بعد أن شعر بها المواطنون بوضوح لثوانٍ معدودة.
الزلزال الذي وقع في تمام الساعة 2:17 صباحًا، كان نتيجة نشاط زلزالي تمركز في البحر بين جزر دوديكانيز اليونانية وجنوب تركيا، بقوة بلغت نحو 5.8 درجة على مقياس ريختر، بحسب ما أفادت به مصادر رسمية، من بينها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.
تأثيرات محدودة رغم الامتداد الواسع
ورغم أن مركز الزلزال يبعد ما بين 500 إلى 600 كيلومتر عن السواحل المصرية، خصوصًا عن مدينتي العريش ومطروح، فإن تأثيره امتد ليشعر به سكان عدد من المحافظات، أبرزها القاهرة، الإسكندرية، دمنهور، وعدد آخر من المناطق الساحلية والداخلية.
وأكد المعهد القومي للبحوث الفلكية أن الزلزال لم يتسبب بأي أضرار مادية أو بشرية، وأنه لا يشكل خطرًا مباشرًا على مصر، موضحًا أن الهزة تقع ضمن النشاط الجيولوجي الطبيعي الذي تشهده منطقة شرق البحر المتوسط من حين إلى آخر.
سياق إقليمي للنشاط الزلزالي
الهزة الأخيرة تأتي ضمن سلسلة نشاط زلزالي شهدته المنطقة في الآونة الأخيرة، حيث سجلت تأثيراته في نحو 9 دول مجاورة، ما يطرح تساؤلات حول نمط هذا النشاط ومدى استمراريته.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي، أن مصر تشهد بالفعل نشاطًا زلزاليًا طفيفًا بشكل يومي، لا يشعر به السكان عادة، وأن بعض المناطق مثل خليج السويس أو الحدود الشرقية والجنوبية قد تسجل هزات محدودة، لكنها تظل في المعدلات الآمنة.
هل تكرار الهزات مؤشر مقلق؟
تكرار الإبلاغ عن هزات أرضية خلال الأسابيع الماضية في مصر، دفع الكثيرين إلى التساؤل بشأن احتمالية تغير في طبيعة النشاط الزلزالي بالمنطقة، خاصة في ظل شعور السكان بعدد من هذه الهزات، على غير المعتاد.
غير أن المتخصصين يؤكدون أن ما سُجل حتى الآن لا يشير إلى نمط تصاعدي مقلق، بل يقع في النطاق المعروف للنشاط الزلزالي في شرق المتوسط. ويضيف د. شريف الهادي أن مصر، بحكم موقعها الجيولوجي، ليست ضمن “حزام الزلازل النشط”، ما يجعل الهزات الأرضية التي تُشعر بها السكان من حين إلى آخر جزءًا من تفاعل قوى الأرض في المناطق المجاورة وليس نتيجة نشاط داخلي مباشر.