الأمم المتحدة: قادة جنوب السودان يجرّون البلاد إلى الحرب من جديد

النقابي الجنوبي/خاص
قدّرت الأمم المتحدة، يوم أمس الاثنين 13 أكتوبر 2025، أن ما يقارب 300 ألف شخص فرّوا من جنوب السودان خلال العام الجاري، نتيجة تصاعد النزاع المسلح بين أنصار الرئيس سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار، الذي يواجه حالياً محاكمة بتهم تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقالت المنظمة إن موجة العنف الأخيرة أعادت البلاد إلى أجواء التوتر التي سبقت الحرب الأهلية السابقة، مشيرة إلى أن قادة جوبا “أخروا التقدم عمداً وجرّوا البلاد مجدداً إلى حافة المأزق”.
ومنذ مارس الماضي، تتسع رقعة القتال في مناطق عدة من الدولة التي نالت استقلالها عام 2011، وتعيش منذ ذلك الحين على وقع أزمات سياسية واقتصادية متلاحقة رغم امتلاكها لثروات نفطية كبيرة.
وبحسب لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان، فإن حدة الاشتباكات وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار عام 2017، مؤكدة وقوع انتهاكات واسعة بحق المدنيين من الجانبين.
ووفقاً لإحصاءات المنظمة، لجأ نحو 148 ألف شخص إلى السودان، و50 ألفاً إلى إثيوبيا، و50 ألفاً إلى أوغندا، و30 ألفاً إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، و25 ألفاً إلى كينيا، بينما نزح داخلياً ما يقارب مليوني شخص. كما تستضيف البلاد نفسها أكثر من 560 ألف لاجئ فرّوا من الحرب في السودان المجاور.
وحذرت الأمم المتحدة من أن بقاء ملايين اللاجئين والنازحين يعتمد على قدرة دول الجوار على الاستمرار في استقبالهم، مشيرة إلى أن تلك الدول تحتضن حالياً أكثر من 2.5 مليون لاجئ من جنوب السودان.
كما وثّقت المنظمة مقتل أكثر من 1800 مدني منذ يناير وحتى سبتمبر، متهمة الجيش الجنوب سوداني بشن غارات جوية عشوائية على مناطق مأهولة في عدد من المحافظات، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد بانفجار صراع شامل يطيح بما تبقى من استقرار هش في البلاد.