وجها لوجه- (علي عفاش) والجندي( جابر الابي)

صالح الضالعي
في جو مشحون بالقهقهات ودق الكؤوس فيما بين المجتمعون على مائدة المحرمات.. تسيد (الجندي جابر) الموقف بعد ذهاب عقله لزيادة الجرعة التي اطاحت به.
كان الجندي« جابر» ينثر النكتة هنا وهناك بينما زملاءه تملاء وجوههم الضحكات.. لم يكن الجندي( جابر) وزملاءه يعلمون بان من بينهم «عسس» على ارتباط مباشر بالرئيس الهالك( علي عفاش).. تنطع الجندي جابر وحكم البلاد من شرقها والى مغربها وكانه سلطان حاكم زمانه.. بعد منتصف الليل اخذ جابر ينحو نحو منعطف اخر بعد ان غير مسار مزاجه المتشبع بالخمرة..خمرة بلدية بنكهة وطعم الليمون والعنب،طعمها كما يقال اشبه بالفودكا الروسية المنشاء- وفي المقيل الليلي غاب النبيذ اليمني الذي كان محصورا على قيادات عسكرية ومدنية نافذة في النظام العسقبلي اليمني.
الجندي( جابر) الابي يحمل رتبة رقيب ثاني في الجيش اليمني (الفرقة الاولى مدرع) والتي كان قائدها جنرال الارهاب (علي محسن الاحمر).. وفي حضرة ارتجاج الادمغة الذي انهكها السهر بعد سكر دام ساعات من تعاطي المسكرات حد ذهاب العقل الذي به يفصح المتعاطي عن مابدواخله من امنيات ايا كانت والبوح بما يستوطن الجسد واعضاءه من اسرار، وماتخفى خافية، فكان الرقيب( جابر) الابي قد قرر توجيه اسئلته لزملاءه، قال( جابر) للاول هاه ياخبير حدثنا عن امنياتك في المستقبل؟، اذ كانت الاجابة طباخا لدى الزعيم علي عبدالله صالح حفظه الله، فابتسم (جابر) وقال لزميله ياخضعي يابن الخضعي اهذه امنية مستقبلية مابالله هذا مجنون.. لبث الجندي جابر لبضع دقائق ثم قدم سؤاله لزميله الآخر، وبنفس صيغة زميله الاول؟، فكانت اجابته ان يمنحنوني اجازة شهر ارى بها امي وزوجتي واولادي، فضحك جابر الابي وقام بالرد عليه بقوله: ابشر ياذاك سيتم منحك اجازة من قبلنا ولمدة شهرين مع صرف لك اكرامية، فبهت زملاء (جابر) من قراره الذي سيمحوه النهار بعد ان يصحوا ويصحون معه، ووجه” جابر ” سؤاله لرابعهم وعلى نفس المسار؟، اذ كانت الاجابة انا خلوني بعيد من السياسة واعفينا ياجابر من الرد، اريد انام، وهكذا كانت الليلة مقمرة مدبوغة بخمر بلدي، اذ حسب “جابر” بانها ليلة القدر مرت عليهم فيجب استثمارها، امر جابر زملاءه يالتأمين لدعاءه، فرفع يديه الى السماء مبتهلا لله وحامده وشاكره، فقال جابر لزملاءه قولوا امين، فقالوا اميييين، وفي دعاءه لله بان يجعله رئيسا على اليمن فرددها ثلاث مرات، فطلب من زملاءه ان يقولوا امين، فقالوا اميييين.. فتفرق الجمع وذهب كلا في حال سبيله في معسكر الفرقة الاولى مدرع والى اسرتهم كان خلدهم حتى بزغ الفجر.
الجندي جابر الابي، الرئيس بالتمني في وقت عقله لاسلطان له عليه، وحينما وصل الى دشمته والمتعارف عليها في صفوف الجيش اليمني بأنها عبارة عن غرفة مبنية من قبل فرادى او جماعة من الجنود الذين لاحول لهم ولا قوة، بعكس الضباط فالفرق والبون شاسع بينهما.
موكب طويل وكبير قادم من شارع الستين الجنوبي بصنعاء باتجاه الفرقة الاولى مدرع وصيحات الانذار المخيفة ترج الارض رجا، وصل اول طقم عسكري تابع للقوات الخاصة (الحماية الرئاسية) للهالك والمثلج “علي عبدالله صالح عفاش” رن جرس الانذار التابع للفرقة الاولى مدرع ليعلن عن استنفار القوات في ساحتها، كان الوقت تحديدا يشير الى السادسة صباحا، امتلات ساحة الفرقة بالجند والصف والضباط وغاب جنرال الارهاب في تلك اللحظات المباغتة والمفاجأة للجميع.. اعتلى الهالك (علي عفاش) سلم المنصة موجها التحية لما اسماهم حماة الوطن، نصف ساعة وهو يلقي كلمته التي منع نشرها او تسجيلها، حينها قدم جنرال الارهاب (علي الاحمر) طالبا من عفاش يالاذن له فاومى اليه بيديه ان ادخل، بعد ذلك اعطى اشارة للجنرال الارهابي( علي محسن) تتضمن انصراف الجند وممارسة مهامهم اليومية المعتادة، ففعل الارهابي بعد اداءتحيته العسكرية للهالك« عفاش”، حاضر يافندم، قوة انصراف، هكذا شهدت الفرقة وساحتها في حدث جلل لم يعرفه قائد الفرقة فكيف بالجندي المغلوب على امره، قبض المثلج (علي عبدالله صالح عفاش) بيديه على ايدي الجنرال العجوز« علي الأحمر» والى مكتبه كانت الوجهة.
اخرج الهالك (عفاش) ورقة من جيبه فاخذ يقراء اسماء الجنود المطلوبة اليه في الحال وكان من ضمنها اسم الجندي« جابر الابي» وعلى عجالة من الامر تم احضار الجند الخمسة، وحال وصولهم تم الاستئذان لهم لادخالهم الى المكتب، فاذن الهالك لهم بالدخول، ارتص الجنود امامه وقلوبهم بين يديهم على الرغم عدم معرفتهم عن السبب والمسبب لاستدعائهم من قبل راس النظام بنفسه.. باستثناء المخبر السري الذي قام بالابلاغ عن امنيات الجندي (جابر الابي).
طلب (علي عفاش) من الجنود الخمسة التعريف بانفسهم، الاول يؤدي تحيته العسكرية ومن ثم اسمه ورتبته في الجيش، ضف إلى الجندي الثاني والثالث والرابع والخامس.. ثم
« ثم اما بعد»
ابتسم (علي عفاش) في وجه الجندي «جابر الابي» وبسخرية منه قال اانت الجندي (جابر الابي)؟. رد الجندي «جابر» ويديه تؤدي التحية العسكرية: نعم انا الرقيب جابر الابي
يافندم، كررها المثلج عفاش ثلاثا ومن جانبه كان رد( جابر) عليه.
قال (عفاش) للجتدي (جابر الابي) اتريد ان تكون رئيسا لليمن ي (جابر)؟.. فرد عليه وبربكة حاشاء لله يافندم وانت سيدنا وقائدنا وزعيمنا وقدوتنا.. كرر عفاش اتريد ان تكون رئيسا لليمن ياجابر، فكانت اجابة جابر الابي بنفس الاولى.. فاصدر الديكتاتور «علي عبدالله صالح» قراره القاضي في سجن الجندي (جابر الابي) سنتين في السجن الحربي ومن ثم فصله من الجيش دون حقوق.
وهكذا انتهت امنيات الجندي( جابر الابي) في غمرة زحام دماغه بالمسكرات فكيف ان كانت احلامه على ادراك مايطمح به مستقبلا بان يكون رئيسا لليمن.؟
تنويه- نقلت تلك المعلومة من مصدر خاص