لا تحدثني عنهم …. فنحن العرب الأقحاح.

مكسيم محمد يوسف الحوشبي.
لا تحدثني عن اليمننة والأخوة مع أبناء الشمال ، قبل أن تحدثني هل سيقبلون بالتطبيع والتعايش السلمي معنا بحق الإسلام والجورة ، ويقتنعون دون النزال وصليل السيوف ، وسفك الدماء ونرسم معا حدود دولتين متجاورتين، بأمن وسلام ؟..
فنحن باسطوا أيدينا لهم ، فهل هم باسطون ؟
لا تحدثني عن اللحمة العربية والقومية وسباء وحمير وذو ريدان والهلالي وكليب، قبل أن تحدثني أن شعب الجنوب أول من نشدها وافتخر بها ، وبسببها تطايرت أشلاء ضحاينا وسُحقت جماجمنا ، وطُحنت عظامنا، وأريق دمنا ظلما وعدوانا ، وتم وصفنا ببقايا هنود وصومال ونسل نصراني ، وسط صمت عروبي مطبق ، فلم تشفع لنا عروبتنا ولا قوميتنا ولا نبلنا شيئا.
لا تحدثني عن الوحدة اليمنية التي صارت وحلة قذرة ، قبل أن تحدثني أننا منذ نعومة اظافرنا ونحن نرددها في طوابيرنا الصباحية حتى غُرست في خُلدنا ، وتأصلت في حياتنا ، لكن كل ذلك لم يشفع لنا، فتم شيطنتنا وتكفيرنا ، وسُفك دمنا ، وشُرد جيشنا ، وجوِّع شعبنا ، ودُمرت بنيتنا التحتية ، وهُدمت مصانعنا ..
لا تحدثني أنهم أصل العرب ،قبل أن تحدثني أنهم دانوا لحكم امرأة، وشردهم فأر ، ومنهم من ادعّى النبوة ، ومنهم من أعلن الحاده ، حدثني حقيقة أنهم بقايا فرس واحباش وأوباش وخليط أنجاس غزونا وحللوا قتلنا ، وهدموا منازلنا ونهبوا ثرواتنا ، واحرقوا مكاتبنا ودواوين شعرنا وأرادوا طمس هويتنا.
لا تحدثني عن هرطقة عقيدتهم ، قبل أن تحدثني عن عقيدتنا السلفية السنية الخالصة التي لا يشوبها الشبه والمنكرات ، وبسببها تحركت طوائف البدع والشرك شمالا، وتوحدت لغزونا ليحرفوا عقيدتنا السمحة ، ويلبسونا ثوب الشبه والباطل التي لن نلبسها ولو فُّصِلت رؤوسنا عن أجسادنا …
لا تحدثني عن قبيلة النفاق ومشائخ العار والزيف في الشمال ،قبل أن تحدثني عن قومي الذي يغيث الملهوف، ويكسي العاري ، ويطعم الجائع ، ولا زالت مشاهد ديارنا عامرة بضيوف نحتسبهم هكذا ، وأخوتهم وبني جلدتهم على تخوم جنوبنا الحبيب يتربصون بنا الويل والثبور وعظائم الأمور …
حدثني عن شعب الجنوب العرب الأقحاح الذين هم ألين قلوبا وأرق أفئدة، حدثني عن خير أمة أخرجت للناس.