الصواعق الرعدية كمؤشر بيئي لتفاقم الجفاف في محافظة الضالع

الصواعق الرعدية كمؤشر بيئي لتفاقم الجفاف في محافظة الضالع
كتب/م/عبدالجليل الحميدي
جبل مسمان الواقع في منطقة عدن حمادة بمديرية الأزارق، محافظة الضالع، يُعد من أبرز المعالم الجبلية في جنوب اليمن، بارتفاع يُقدّر بـ1800 متر عن سطح البحر. يتسم الجبل بانحدارات شديدة وتضاريس وعرة، ما أدى إلى تراكم الغطاء النباتي في القمم غير المستغلة بشريًا، حيث تنمو الحشائش وبعض الأشجار المحلية بشكل طبيعي.
في هذا السياق، شهدت قمة الجبل مؤخرًا حادثة بيئية خطيرة تمثلت باحتراق الغطاء النباتي نتيجة صاعقة رعدية، وهو حدث يُشكل نموذجًا حيًا لتأثير التغيرات المناخية على البيئات الجبلية.
الحدث البيئي ودلالاته المناخية
تعرض جبل مسمان لصاعقة رعدية في عصر يوم أمس الموافق 25/7/2025 أدت إلى اشتعال حريق واسع في الغطاء النباتي. ويُعد هذا الحريق غير معتاد رغم تكرار الصواعق في نفس الموسم خلال السنوات السابقة دون تأثير مماثل.
يشير هذا التغيير السلوكي للصواعق إلى وجود حالة من الجفاف الحاد، إذ إن النباتات الجافة والأعشاب المتراكمة (الحطام ) أصبحت أكثر قابلية للاشتعال بسبب فقدان الرطوبة الناتج عن قلة الأمطار وتغيّر المناخ المحلي.
المؤشر البيئي
ارتفاع الحرارة يزيد من تبخّر المياه ويجفف الغطاء النباتي
تراجع معدلات الأمطار يؤدي إلى انخفاض رطوبة التربة والنبات
تراكم الأعشاب في المناطق الوعرة تُصبح الوقود المثالي لأي شرارة أو طاقة حرارية
شدة الطاقة الكهربائية للصواعق تزيد احتمالية بدء الاشتعال في ظروف الجفاف
يُعد الحريق مؤشرًا مؤكدًا للجفاف
من منظور علم المناخ والبيئة، حدوث حريق نتيجة صاعقة في منطقة لم تشهد هذا من قبل رغم تكرار الظاهرة، هو مؤشر على:
– تغير محتوى الرطوبة في البيئة.
– زيادة قابلية الاشتعال في النباتات.
– تأكيد وجود تغيرات مناخية تؤثر على النظام البيئي المحلي.
منطقة عدن حمادة جبلية ذات كثافة سكانية تعرضت هذا العام لجفاف حاد
سببت معاناة كبيرة لدى سكان المنطقة وانعدام مياه الشرب ذات المصدر الأساسية من حصاد مياه الامطار
توصيات علمية ومجتمعية
1. تفعيل الرصد البيئي المحلي من خلال مراقبة درجات الحرارة، كمية الأمطار، ونسبة رطوبة التربة.
3. تشجيع الأبحاث المناخية لتوثيق ورصد آثار التغير المناخي في المناطق النائية
4. إنشاء خرائط خطر بيئي تحدد النقاط الساخنة المعرّضة للحرائق والجفاف
5.اطلاق حملات توعية حول مخاطر الحرائق الطبيعة ومخاطر الجفاف والتكيف مع التغيرات المناخي.
يُعد حريق جبل مسمان بفعل الصاعقة الرعدية مثالًا صارخًا على كيفية تفاعل الظواهر الطبيعية مع ظروف المناخ المتغيرة، مما يستدعي اهتمامًا عمليًا وبيئيا عاجلًا. فهم هذه الظواهر وتحليلها
لا يساهم فقط في الوقاية من كوارث مستقبلية، بل يُعد خطوة علمية أساسية في التكيف مع التغير المناخي المتسارع في المنطقة.
الباحث في GIS and RS
م.عبدالجليل الحميدي