اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

سكوتٌ معيب.. وضمائر على المقاس!

 

كتب. د. عبدالرزاق عبدالله أحمد البكري.

باحث سياسي وأكاديمي.

 

ما الذي يجعل أفواهًا ادّعت يومًا أنها حرة، وأقلامًا زعمت أنها تكتب للحق، تصاب اليوم بالخرس المطبق أمام مشهد دماء تُسفك في شوارع ‎تريم، وأمام زخات الرصاص التي أطلقتها قوات الاحتلال اليمني في المنطقة العسكرية الأولى على مسيرة جماهيرية سلمية، فسقط  شهداء وجرحى وتفرّق الحشد؟!

أين أنتم يا من ادّعيتم أن الكلمة أمانة وأن الإعلام رسالة؟ أم أن رسالتكم تُقرأ من ورقة الممول، وتُكتب بحبر الراتب الشهري، وتُمسح بضغط زرّ المصلحة؟

 

إن صمتكم اليوم ليس حيادًا، بل هو شراكة في الجريمة، وتواطؤ مع القاتل ضد الضحية. أنتم تعلمون أن تلك القوات ليست سوى أداة احتلال، ووجودها في وادي حضرموت جرح مفتوح في جسد الجنوب، ومع ذلك تلوذون بالصمت المريب، وكأن الدم الجنوبي رخيص ما لم يقترب من دوائر مصالحكم الضيقة.

 

لماذا تهتز منابركم وتعلو أبواقكم فقط حين يكون الحديث عن المجلس الانتقالي وقياداته المناضلة، بينما تتحولون إلى صنم أخرس حين تكون الجريمة من صنع أدوات الاحتلال؟! أهو الخوف من خسارة التمويل؟ أم أن معاييركم الإعلامية مفصّلة على مقاس مموليكم؟!

 

يا من تتاجرون بالشعارات، تذكروا أن التاريخ لا يرحم، وأن الأوطان لا تتحرر بأصوات انتقائية، وأن الدماء التي سقطت في ‎تريم ستظل شاهدة على أنكم كنتم حاضرين بالجسد وغائبين بالشرف.

لقد خسرتم شرف الكلمة، وربحتم صكّ الصمت من أيدي المحتل. وهذا ثمنٌ بخسٌ لمن باع نفسه، لكنه غالٍ على من باع وطنه.

زر الذهاب إلى الأعلى