اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

*المليشيات الحوثية..إجرامٌ متواصلٌ ومتناسل*

 

*عقيد. عبدالباسط البحر*

كعادتها في عدم احترام أي من القيم والأعراف لم تراعِ المليشيات الحوثية حُرمة الشهر الفضيل، ولم تراعِ ظروف وأوضاع المواطنين، ولم تحترم التجار الذين “تحلبهم” طوال العام بمسميات مختلفة، ولم تكتفِ بالاعتداء على الأنفس والدماء والعقول والاعراض ولكنها تواصل جرائمها بالاعتداء على الأموال.

آخر انتهاكاتها كانت بحق تجار الدقيق في المناطق المسيطرة عليها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران بالقوة والسلاح وبالحديد والنار، حيث اشتكى التجار هناك من ممارسات العصابات الحوثية المسلحة الخارجة عن النظام والقانون والمعتدية على أبناء الشعب اليمني والمتمردة على المؤسسات الشرعية الدستورية، بقيامها بحجز حمولات بوابير النقل المحملة بمادة الدقيق تحت مبررات واهية في منطقة الراهدة.

مدينة الراهدة كانت منطقة حدودية سابقا بين الشمال والجنوب قبل الوحدة المباركة، واليوم هي منطقة تماس بين الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وبين المنظمات المليشاوية الحوثية التي قامت باستحداث مركز جمارك كبير تعنتا منها، وبهدف فرض إتاوات وجبايات أخرى إضافية لتمارس استغلالا للتجار وابتزازا لهم .

ولأجل تتضح الصورة فإن هذه السلع هي مجمركة اصلا في المنافذ الرئيسية والحدودية للجمهورية اليمنية، ولكن رغبة في إخضاع وإذلال التجار وأخذ أموالهم بالقوة المسلحة واجبارهم والفرض عليهم أن يأتوا من طرق بعيدة وأن تتجه السفن إلى الحديدة لمضاعفة أرباح وعوائد المليشيات الحوثية تقوم باحتحازها ومنع دخولها!.

المليشاوي لا يهمه في الأول والأخير إلا كيف يحصل على المال باي طريقة كانت، ولا يهمه أن تنعدم السلعة من السوق أو تختفي، أو أن يرتفع سعرها على المواطن لارتفاع تكاليفها، أو أن يصاب الناس بالأزمة التموينية والغذائية، كل مايهم هذه العصابة المارقة أن توفر أكبر قدر من الأموال تدفعها ( للسيئ ) وأعوانه ومتحصليه لأجل اثرائهم الشخصي وتمويل جرائم القتل والدمار التي يرتكبونها بحق اليمنيين .

هذه هي الغاية بالنسبة لهم، لذا قاموا بوضع هذه النقاط التي يتم فيها فرض رسوم إضافية بمسميات مختلفة ومخترعة على السلع القادمة من المناطق المحررة، ووصل بهم الاسفاف أن يضعوا ختماً إضافيا بغلاف الجواز الخارجي الأخير الصادر من الحكومة الشرعية مقابل أموال يأخذونها له دون أي ميزة للختم المضاف .

تمر هذه البضائع من المناطق المحررة بكل يسر وبكل سلاسة ولا توجد عليها أي تحفظات أو اشكاليات وتظهر المشكلة في نقاط العبور المستحدثة في اطراف سيطرة المليشيات لأنها تفرض جبايات تحت مبرر “جمارك”، وهي ليست جمارك بل سحت وزقوم ومال حرام لأن هذه البضائع مجمركة ومستكملة كل الإجراءات القانونية، وأمورها كلها واضحة ورسمية، لكن المليشيات تتعنت رغبة في الحصول على أموال بالاضافة إلى رغبتها في اذلال التجار وزيادة معاناة المواطنين.

وبحسب المعلومات التي وصلتنا من خلال مصادرنا في الجيش الوطني والحكومة الشرعي التي تفيد تكدس أكثر من 180 من الدينات والقاطرات المحملة بالدقيق والقمح إلى المناطق المذكورة والعدد يتزايد كل يوم، وتؤكد ذلك شكوى مرفوعة من التجار بهذا الخصوص .

يهدر الحوثي أموال الجوعى ويعبث بأقوات الفقراء وينهب أموال التجار حتى من داخل المحلات ومن الطرقات، ويحتفلون بالولاية لعليّ وينهبون الغاز المنزلي ويتقطعون للدقيق العائلي، ويبتزون البسطاء المعدمين بالسوق السوداء وسبق أن أوقفوا العام الماضي شاحنات الغاز القادمة من مأرب لأسابيع حتى اكمال بيع سوقهم السوداء التي انشؤوها لمشرفيهم في أوساط الأحياء السكنية، وفي عادتهم أن يحتفلون بمناسباتهم الدينية المبتدعة ويتاجرون بالأزمات التموينية لامتصاص دماء وعرق وأموال اليمنيين.

الاجرام روتين طبيعي للمليشيات الحوثية ومهمة مقدسة لديها، ومحاولات الإنكار والترقيع والتغطية لا تجدي، ووسائل التواصل تفضح ممارساتها ..
المهم أن يدرك الجميع أن الحوثية عنوان الإجرام بأنواعه بل أصبح اسما ومعلما لها تعرف به ولن تتوقف، وسيطال اجرامها الجميع مالم يتداعى الناس للوقوف ضد ذلك والتنديد به، وعلى الواهمين سلاما من المليشيات أن يدركوا ذلك جيدا.
ومهما حاولت هذه المليشيات فإن الشعوب المقهورة والمظلومة ستثور يوما وتقتلعهم إلى مزابل التاريخ، والجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك أحدا.

زر الذهاب إلى الأعلى