عند وصوله الى عدن هاربا من تحالف الحوثي وعفاش وخذلان الاصلاح ، لجأ هادي الى استخدام لغة جنوبية مرنه وفتح ابواب مجلسه للقبائل والحراك الذي كان مصنف في خانة اعداءه ، وعمل على استماله الشخصيات الاجتماعية والسياسية والقبلية والمكونات الجنوبية .
بعد تحرير عدن والمحافظات الجنوبية من الانقلابيين الحوثة والعفاشيين ، تم تعيين بعض القيادات في مناصب قيادية رفيعة ، وما ان عادت قيادات الاصلاح الى حضن الشرعية من خلال دعوتهم الى مؤتمر الرياض ، تبدل المشهد السياسي برمته ، وبالتدريج تم سحب البساط من تحت اقدام الجنوبيين الذين اسهموا بالحرب وحققوا الانتصارات ، لصالح ظهور قيادات الاصلاح ، في جميع المناصب .
بهذا التغيير اسدل الستار على الجنوب وتبخرت الوعود باعادة البناء والاعمار وعاد الحصار من جديد في مجال التنمية والاعلام والخدمات ، مع بروز خطاب اعلامي معادي لكل ماهو جنوبي ، و تعمد اشاعة الفوضى والاختلال الامني وتفريخ المقاومة والمكونات الجنوبية ، وتم تبرير ذلك بان اعادة البناء والاعمار وانتعاش الحياة في عدن سيقود الى الانفصال.
وانعقاد مجلس النواب في سيئون واشهار مايسمى بقوى الائتلاف للاحزاب اليمنية المتصارعة وتأييدها للشرعية كل ذلك ياتي ضمن مخطط سياسي يستهدف الجنوب وقضيتة العادلة بالدرجه الأولى ، قبل أن يكون موجها ضد الانقلابين الحوثيين في صنعاء .
وتعد هذه المرحلة قبل الاخيره للدخول في مفاوضات قادمة مع الحوثيين والتي ستفضي الى تفاهمات في اطار البيت الشمالي والنتيجة الحتمية ستعيد انتاج القوى المتحالفة ضد الجنوب في حرب صيف العام 1994 م .
