اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

يسرى المقطري تكتب.. 30نوفمبر… يوم النصر الأكبر

يسرى المقطري

هناك أيام لا تمر في الذاكرة مرور العابرين بل تستيقظ في كل عام وكأنها حدثت البارحة يلمع نورها في القلوب قبل السطور ويعيد إلى الشعوب معنى الكرامة والسيادة. ومن بين تلك الأيام التي خلدها التاريخ يظل 30 نوفمبر يومًا مشرقًا يشبه الفجر حين يبدّد آخر ظلال الليل. إنه يوم النصر الأكبر… اليوم الذي تغيّر فيه وجه الوطن وارتفعت فيه الهامات عاليًا.

لم يكن 30 نوفمبر صفحة تاريخية كتبتها الأقلام الباردة بل كان حكاية شعب بأكمله شعب عاش المعاناة والنضال واشتعل بداخله إصرار لا ينطفئ حتى ينتزع حريته بيده. وفي هذا اليوم تحديدًا شعر الناس بأن الأرض تنفّست الصعداء وأن الفرح الذي طال انتظاره عاد يجري في الشوارع والبيوت والقلوب.

مشاهد ذلك اليوم لا تزال حاضرة تتناقلها الأجيال كأنها قصة مقدسة: أعلام مرفوعة وجوه بشوشة أصوات تردد الأهازيج وقلوب تسابق بعضها فرحًا. لم يكن الفرح مجرد انتصار سياسي بل انتصار إنساني… انتصار لكرامة الشعب لدماء الشهداء لصبر الأمهات ولأحلام الشباب الذين آمنوا أن الوطن يستحق التضحية.

وحين نتذكّر 30 نوفمبر اليوم فإننا لا نستعيد النصر فقط بل نستعيد تلك الروح التي جمعت الناس وجعلتهم يقفون كتفًا بكتف وقلبًا بقلب يكتبون مصيرهم بوعي وشجاعة وإصرار. إنه اليوم الذي أعاد للوطن صوته وللشعب مكانته وللأرض هويتها.

إن الاحتفال بـ 30 نوفمبر يوم النصر الأكبر ليس مجرد وقفة أمام الماضي بل هو تذكير بأن الشعوب التي استطاعت أن تنتصر مرة قادرة على أن تبني وتستمر وتتجاوز كل التحديات. هو رسالة للأجيال الجديدة بأن الحرية لا تُهدى بل تُنتزع وأن الكرامة لا تُشترى بل تُصان.

وفي كل 30 نوفمبر يعود الوطن ليقول لأبنائه: هذا يومكم… يوم الفخر يوم العزة يوم كتبتم فيه التاريخ بقلوبكم قبل أيديكم. وهكذا يبقى 30 نوفمبر ليس فقط تاريخًا بل شعورًا… شعورًا يشبه الفرح حين يكتمل والحق حين ينتصر والوطن حين يقف شامخًا لا ينحني

زر الذهاب إلى الأعلى