الجنوب محور الحل في اليمن.. والدويل يحذر من تجاهل الحقائق

النقابي الجنوبي / خاص
دعا الكاتب والمحلل السياسي صالح علي الدويل إلى مراجعة جذرية للنقاش حول الحل في اليمن، معتبراً أن الجنوب يشكل محوراً لأي حل حقيقي، محذراً من استمرار ما وصفه “بثقافة الصنمية اليمنية” في تجاهل الحقائق التاريخية والجغرافية.
وفي تحليل مطول، قال الدويل إن معظم النخب اليمنية التي تحاول تقديم نفسها كعقلانية “تزدرد ذات اللغة التوسعية” وتتجنب مناقشة جذور الحرب بشكل موضوعي، مكتفية بالقولبة المعتادة “الحل بوحدة اليمن” وربطها بالمرجعيات الثلاث التي أثبتت فشلها.
وأكد أن الوحدة اليمنية “حديثة عهد جغرافياً وتاريخياً”، وأن محاولات النخب تجاهل هذه الحقيقة التاريخية والجغرافية حولتها من مشروع سياسي إلى “ضم وإلحاق للجنوب”، مشدداً على أن “أي حل للحرب لن يتحقق إذا لم يضع حلاً لها”.
ورأى الدويل أن الجنوب يقف أمام مفترق طرق ويعاني من مشاكل داخلية في نخبه، بالإضافة إلى ضغوط إقليمية ودولية “بحصار خانق فوق طاقة الشعب الجنوبي”، لكنه استدرك قائلاً: “لكنها ليست ‘لأجل الوحدة’ كما يُراد تصديرها من نخب اليمن”، مؤكداً أن الجنوب “سيظل طرفاً رئيسياً له قضيته الوطنية إذا ما أُرِيد حلاً حقيقياً”.
وانتقل الدويل إلى انتقاد انقلاب الحوثي الذي قال إنه “أعاد فرمتة الحقيقة التاريخية في اليمن بخلطة أكثر تطرفاً من الزيدية التاريخية”، مشيراً إلى أن “ثقافة الصنمية اليمنية” قبلت هذا الواقع بل وتراهن على رضى الحوثيين.
وتساءل: “أما موضوع الجنوب فالكل – ويقصد بها النخب السياسية الشمالية – يصدر بصوت واحد أن المساس بالوحدة اليمنية خيانة لأنه يعيد ‘فرمتة ثقافة حد السيف التوسعية’ بلغة معاصرة”.
واستدل الدويل باتفاق دعان عام 1913 بين الإمام يحيى حميد الدين “ممثل الزيدية” والحكومة العثمانية، الذي حدد -حسب قوله- جغرافية الطائفة الزيدية وإدارة شؤونها، معتبراً أن “التوسعية الزيدية أضافت له حقوق تاريخية اكتسبتها بحد السيف”.
وفي المقابل، أشار إلى أن التطور التاريخي في الجنوب العربي “سار بمسار مختلف عما سار في اليمن”، معتبراً أن “ثقافة الصنمية” تضغط كل شيء في “صنمية الوحدة اليمنية” حتى حقائق التاريخ والجغرافيا، وتضعها في خانة “المؤامرة على الشعب اليمني والوحدة اليمنية”.