مسقط تستضيف الجولة السادسة للمحادثات النووية بين إيران وأمريكا

النقابي الجنوبي/خاص
وسط توترات متصاعدة وتهديدات متبادلة، محادثات مسقط تهدف لإحياء الاتفاق النووي وإدارة الخلافات الحادة
أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، يوم الخميس 12 يونيو 2025، أن الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة ستُعقد يوم الأحد المقبل في العاصمة العمانية مسقط. تأتي هذه الجولة بعد خمس جولات تفاوضية جرت منذ أبريل الماضي بوساطة سلطنة عمان، في محاولة لإحياء اتفاق نووي جديد ليحل محل اتفاق 2015 الذي انسحبت منه واشنطن خلال الولاية الأولى للرئيس السابق دونالد ترامب.
وتبرز في هذه الجولة ملفات خلافية رئيسة، في مقدمتها إصرار إيران على مواصلة تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل حالياً إلى 60%، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة خرقاً واضحاً للاتفاق النووي السابق الذي كان يحدد سقف التخصيب عند 3.67%. من جهته، يؤكد الجانب الإيراني أن برنامجها النووي سلمي ويهدف للاستخدامات المدنية فقط، بينما تطالب برفع العقوبات الاقتصادية التي تثقل كاهل اقتصادها.
في تصريحات لصحيفة “نيويورك بوست”، عبّر ترامب عن شكوكه المتزايدة حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق، متهمًا طهران بـ”المماطلة” ومهددًا باللجوء للخيار العسكري في حال فشل الدبلوماسية، مما يعكس التوتر الحاد في الملف النووي.
على الصعيد الدولي، قدمت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة مشروع قرار أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين عدم التزام إيران بتعهداتها، مما يفتح الباب أمام تفعيل “آلية الزناد” لإعادة فرض عقوبات دولية صارمة على طهران.
في ظل هذه الأجواء المتوترة، لمّحت إيران إلى تقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مهددة بالرد العسكري على أي هجوم إسرائيلي محتمل، بما في ذلك قصف المنشآت النووية الإسرائيلية الحساسة، مستندة إلى معلومات استخباراتية تؤكد امتلاكها قدرات ردع عالية.
تُعتبر الجولة المقبلة في مسقط اختبارًا حاسمًا لما إذا كانت الأطراف قادرة على تجاوز الانقسامات العميقة والوصول إلى تسوية تحافظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط وتحد من مخاطر التصعيد العسكري في المنطقة.