حلم المشي حافياً في المنام: بين البشارة بالخيرات والإنذار بالمحن

النقابي الجنوبي/خاص
في عالم تفسير الأحلام، يحظى حلم “المشي حافياً” بمكانة خاصة لما يحمله من دلالات تتراوح بين الإيجابية والسلبية، وقد فسّره الإمام ابن سيرين بعدة أوجه تتعلق بحالة الرائي النفسية والاجتماعية، وكذلك بمسار حياته وتوجهاته.
وبحسب ابن سيرين، فإن من رأى نفسه يمشي حافياً، فقد يكون على موعد مع خير كبير وبركة واسعة في رزقه، خاصة إذا شعر بالراحة أثناء المشي. غير أن الرؤية لا تخلو من إنذارات، إذ قد تشير أيضاً إلى اضطراب داخلي يعاني منه الحالم، وعدم رضاه عن أوضاعه الراهنة، وسعيه الدائم إلى تغيير جذري في حياته، سواء على صعيد العلاقات أو البيئة المحيطة به.
ويحمل المشي حافياً في الشارع دلالات أكثر تعقيداً، حيث يُنظر إليه على أنه رمز لسفرٍ لا يُجنى منه نفع، أو دلالة على تمرّد الشخص على العادات والتقاليد. أما إذا كان الشارع طويلاً، فقد يُعبّر عن حجم المشقات التي يعاني منها الرائي في دربه، بينما يرمز المشي في شارع مظلم إلى حالة من الارتباك والحيرة، وضعف في مواجهة الأزمات.
ولا يخلو الأمر من إشارات أكثر حدة، فالمشي حافياً على الطين أو الوحل، يُفسّر بأنه تورط في أفعال منكرة أو تعرض محتمل لفضيحة، وقد يشير إلى سعي متهور وراء المال والسلطة على حساب السمعة الشخصية. في المقابل، يرى بعض المفسرين أن السير حافي القدمين يُعبّر عن التواضع وصفاء النية، ويُبشر بانفراج قريب وزوال للهموم.
لكنّ الأمر لا يخلو من التحذير، إذ إن من يرى نفسه يمشي حافياً وهو متعب، فإن الحلم ينذر ببلاء قد يتجلى في نقصان الرزق أو تدهور الحالة الصحية أو النفسية، كما يشير إلى حمل ديون أو التزامات ثقيلة ترهق كاهله. أما خلع الحذاء والمشي بدونه في المنام، فقد يعكس حالة من التهاون في الالتزام الديني، وتوجهاً نحو الشهوات والملذات بعيداً عن طريق الهداية.
ويظل التفسير في النهاية مرهوناً بسياق الحلم وتفاصيله الدقيقة، إلى جانب حالة الرائي وظروفه الواقعية، الأمر الذي يجعل من تفسير “المشي حافياً” دلالة مزدوجة بين التفاؤل والحذر، وبين الأمل والامتحان.