صالح بامقيشم يكتب.. فلسطين ..اعادة تعريب القضية

صالح علي بامقيشم
لسنوات طويلة تعرض الدور العربي إلى ضمور شديد في اتصاله المباشر مع القضية المركزية الاولى (قضية فلسطين) فتح هذا الفراغ الشاسع الباب على مصراعيه لظهور تعريفات جديدة للصراع في المناطق الملتهبة تجسد هذا في عشرية التتريك والايرنة حيث تبدلت التحالفات وامتزجت مصطلحات وادبيات الصراع بمفاهيم جديدة فيما انشغل العرب بصراعاتهم المحلية التي أعقبت الربيع العربي
الاحتلال الاستيطاني فشل عبر التاريخ في إخضاع الدول المستهدفة بالاحتلال ماعدا في حالتين : أميركا واستراليا لأن السكان الأصليين أما انقرضوا أو اضطروا للنزوح وتم تهجيرهم بينما مادة الصراع الاولى في فلسطين وهي الإنسان لازال متشبثا بأرضه ومستميتا في الدفاع عنها في ظل رفض قاطع من الجيران (مصر والأردن ) لفكرة التهجير
في مايو الماضي تقول احصائيات مؤكدة أن عدد السكان العرب في فلسطين التاريخية وهي كل الخارطة من النهر الى البحر يمثل ٪51 ومرشح الرقم إذا سارت الأمور وفق نفس النسق أن يصل الرقم خلال العشرية القادمة إلى قرابة 70٪ من السكان في ظل ارتفاع المواليد عند العرب والهجرة العكسية عند اليهود التي تتفاقم كلما سمعوا اصوات الالعاب النارية في اعراس الضفة والقطاع
تاريخيا خاضت مصر المعارك المصيرية في تاريخ الأمة بل إنها لم تقاتل قط سوى إلى جهة الشرق اي نحو محيطها العربي باعتبار هذا الشرق هو المدى الحيوي لأمنها وفي هذا الإطار فإن غزة هي قضية وطنية مصرية ليس بمقتضيات الأمن القومي فحسب بل لأنها كانت في وقت من الأوقات تحت الإدارة المصرية بشكل مباشر
ورغم أن اتفاقات وادي عربة واوسلو وغيرها عملت على طمأنة الاردن وحاولت فتح ثقب صغير نحو السلام غير أن الهاجس الأمني للأردن يجعلها متحفزة دوما من النوايا الصهيونية بتهجير سكان الضفة وهو ما يجعل عمان في قلب الحدث رغم التطبيع المزعوم شاءت ام أبت
من يحرر من ؟ هذا هو السؤال المركزي المطروح اليوم حيث أن غزة وفلسطين وكتائب القسام تحديدا هي من يعيد صياغة خارطة التأثير والنفوذ والسياسة والاقتصاد في المنطقة بالطابع العربي في تضاريس أطلق عليها الغرب لقب الشرق الأوسط بينما لازلنا نؤمن أن اسمها هو (الوطن العربي الكبير)
على حافة الوطن : كل العزاء لمعسكر التطبيع في فواجعهم المتتالية
منسق المنظمة العربية لمناهضة التطبيع