النصر الأسطوري العظيم.

أ.د.ميثاق باعبّاد الشعيبي.
تاريخ ذكرى تحرير العاصمة عدن في 27 رمضان لعام 215م، ذكرى متجددة، لتحقيق المزيد من الانتصارات وهزيمة المخططات والمشاريع الاحتلال الصفوي اليمني للجنوب من قبل مليشيا العمالة الصارخة للمذهبية الطائفة الفارسية الباطنية الصفوية الحاقدة على أهل السنة والجماعة ..
إن التاريخ هو عنوان الأمم، ولولا التاريخ لم يصل إلينا خبر ولا أثر، إنه غذاء الأرواح، وخزانة أخبار الناس والرجال، يحتاج إليه الرئيس عبرة بما مضى وسقط من الدول – ومن سلف من الأمم، والوزير ليعتبر بأفعال من تقدم ممن حاز فضلي السيف والقلم، وقائد الجيش البصير فيطلع به على مكائد الحرب، ومواقف الطعن والضرب، وغيرهم ممن عز أمرُهم ..
إن الشعوب التي لا تقرأ تاريخها، ولا تستفيد منه في حاضرها ومستقبلها، لهي شعوب مقطوعة منبتة، فالماضي ليس مفتاحًا لفهم الحاضر فحسب، بل هو من أسس إعادة صياغة الحاضر، ومقولة: أن التاريخ يعيد نفسه ليست خطأ من كل الوجوه، وقد استخدم الفرقان المنزل قصص الأمم السابقة للتأثير في نفوس الناس، أو للتأثير في نفوس الذين لم تنتكس فطرتهم ..
فبعد مرور سبع سنوات عجاف من المعارك والملاحم الدامية لأسواء احتلال يمني طائفي عرفة التاريخ، لأرض الجنوب يأتي ذكرى تحرير عدن، ناهيك عن حروب الغزاة الدامية في الأعوام الماضية، والتي كانت بعد الايام القليلة من تحرير محافظة الضالع من صمود وبسالة ابطال المقاومة الجنوبية، في مواجهة الحرب الحوثية المعلنة على الجنوب وفي العاصمة عدن، والتي دخلت عامها السابع من الإنتصار، استعاد شعبنا المقاوم وكل شرفاء الجنوب وأحرارة، هذه الذكرى ليحيي عظمة وبطولات القوات الجنوبية الباسلة، التي سطرت أروع الملاحم البطولية في مواجهة الجيش اليمني الفارسي المحتل ودحره، تحت ضربات المقاومة الوطنية الجنوبية في حرب 2015م التحريرية، ليرفع الزعيم القائد عيدروس الزبيدي راية الجنوب عالية خفاقة مرفرفة في سمائها …
وبعد مرور أعوام مرت على مسيرة تحرير العاصمة عدن، مازالت مسيرة تحرير بقية الأراضي الجنوبية المحتلة تشكل الأولوية الجنوبية شعبا وجيشا وقيادة بقيادة الرئيس الزبيدي ..
وهذا ليس غريبا على الجنوب العربي بجيشه العقائدي الذي تأسس مجددا لاستعادة مجدة الحافل والذي صنع ملحمة بطولية وانتصارة العظيم، وكان ومازال يخوض أشرس المواجهات، في مواجهة كل المشاريع والمخططات الاستعمارية القديمة والجديدة وحديثة المشاورات، والتي خاض في مقدمتها مليشيا فارس وتليها ما يسمى بالشرعية اليمنية الإخوانية المتطرفة أوسطي الحديثة الذي حاول أعداء الأمة والإنسانية فرضه على الجنوب لاستباحة الأرض ونهب الثروات ..
وقبل أن نخوض في التفاصيل اليكم عرضا موجزا عن الاحتلال الحوثي الإيراني لأرض الجنوب، والنصر الاستطوري العظيم لتحرير عدن من براثن الغزو الانقلابي الحوثي الصفوي الفارسي، من خلال الفتنة الطائفية والمذهبية المقيتة بعد استثمار ما يسمى الربيع العربي عبر بوابة الفوضى الخلاقة، التي حاولوا فرضها على الجنوب من خلال العصابات الإرهابية الحوثية المسلحة، بأحدث أدوات الإجرام الذي شكل الوجه الأخر للإجرام الصهيوني في الأراضي العربية المحتلة، الذي ارتكب أبشع جرائم الحرب والمذابح الجماعية بحق السكان الآمنين، وتعمدت تدمير البني التحتية والمجتمعية، لتقسيم البلاد والعباد إلى دويلات مرجعيتها سلطات الاحتلال الصهيوني، والعودة بها إلى عصور الجهل والظلام، تحت يافطة إسلامية يمينية عنصرية طائفة متطرفة في جوهرها ومضمونها، لا يقل عنصرية عن الفكر العنصري الصهيوني الإجرامي للقتلة الصهاينة …
لكن الجنوب صمدت بوحدة شعبها ومقاومتها وقيادتها بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، كما صمدت في حرب ومعارك العاصمة الجنوبية التحريرية، لتصنع أروع الملاحم في مواجهة نفايات العصر وأسيادهم الفرس بقيادة الإدارة الإيرانية الصفوية، لتلقنهم ابلغ الدروس والعبر في حماية البلاد والعباد والحفاظ على ثوابتها الجنوبية الوطنية والقومية، واستوعبت كل الهجمات والمخاطر التي هددت استقلال البلاد والعباد، لتنتقل في أصعب الظروف من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم الاستراتيجي الكاسح، بعد انتصار عدن من الحرب الحوثية المعلنة على الجنوب التي أصبحت باعتراف العدو قبل الصديق والشقيق على بوابة النصر الكبير بقيادة الرئيس الزبيدي، الذي رفع راية النصر في سماء عدن، كما رفعه حينها في سماء الضالع المحررة قبلها بأسابيع قليلة من رجس العمالة المحتلة الصارخة لإيران ..
وبالرغم من شراسة العدوان والطغيان لم تكتفي الجنوب بالانتصارات العسكرية المتتالية على أعداء الأمة والإنسانية وهزيمة عصاباتهم الإرهابية الصفوية التكفيرية المسلحة، وتحت ضربات دول التحالف العربي الباسل، بل زحفت الجماهير الجنوبية بملاينها في الاستحقاق المصيري لشعب الجنوب، لتصنع أهم الإنجازات الوطنية التي لم يشهد العصر مثيلا لها في التاريخ الحديث، بالرغم من ظروف الحرب والمخاطر التي هددت أرواحهم بشكل جدي لكن الجماهير الجنوبية زحفت بالملايين لتبادل زعيمها الزبيدي الوفاء بالوفاء، وتقول نعم للقائد الذي قاد المعركة بشجاعة وحكمة وحنكة لا يملكها معظم الزعماء في العالم، وبعد أن هزمو شر هزيمة على أيادي أبطال عدن والجنوب، بالرغم مما كان ينتظر الغزاة من خطر الضربات الجوية لدول التحالف العربي والذي كان أشد من خطر المقاومة الجنوبية، إلا أن أبطال المقاومة الجنوبية صمدة وقاومة وواجهة بكل شجاعة مع مساندة ضىئيله من طيران التحالف العربي وقد رأينا بعض الشواهد على ذلك، وكان كلما زادت مليشيا الحوثي بطشاً وقتلاً وتخريباً، كلما زاد ذلك من حرارة المواجهة الشرسة من المقاومة الجنوبية الباسلة، فنحن أمة لاتعرف بالهزيمة أبداً، فكيف إذا أضفنا إلى ذلك رصيد ضخم من النصوص القرآنية والبشائر النبوية، وشواهد التاريخ، بأن المستقبل لهذا الدين، وأن النصر لهذه الأمة، وأن المحق والكسر يكون لمليشيا الظلال ..
الاحتلال اليمني لن يستمر في الجنوب، ومن تاريخ الدنيا ان الظالم لن يستمر، ولن يستقر في أرض يظل بأهلها، يدافعون عن حقهم، حتى ولو كانوا كفاراً، فكيف بهذه الأمة الجنوبية، وربما الاحتلال اليمني لايعرفون بأننا أمة لاتنسى هزائمها، وهذه من الخصائص العجيبة لهذه الأمة، وهو أننا لا ننسى هزائمنا، وتليها نتذكر شرعية الإخوان وفسادالحكومة المركزية اليمنية في العاصمة عدن التي فشلت في إدارة الحكم والمؤسسات بعقلية وطنية مؤسساتية، بعدما غلبت النزعة الحزبية والفيد والفساد على العامل الوطني مما أثار معظم أبناء الشعب الجنوبي المظلوم، الذي حاول التعبير عن استيائه بطرق سلمية لكن حكومة وشرعية الإحتلال اليمني الاخواني تجاهلت مطالبة، وكان هزيمتها في الجنوب بالبندقية، ونتذكر عند عجزهم لمواجهة القوات المسلحة الجنوبية وطردهم من المعاشيق، قامت عناصر الشرعية باستثمار هذه المطالب والتسلل لبعض المحافظات الشمالية ودول أجنبية التي استأجرت منها العصابات الإرهابية، وتقود المجاميع الشعبية الشمالية الإرهابية وغيرها تحت يافطة القاعدة لمواجهة شعب الجنوب والقوات المسلحة الجنوبية التابعة للمجلس الإنتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزبيدي، الذي لم يرضخ ولم يستسلم وقد امتلك الشجاعة والحكمة في الاستجابة لمطالب الشعب الجنوبي العظيم لحماية وحدة وسيادة واستقلال الجنوب، والذي يستفيد من التجربة الخلاقة للقائد العظيم، الذي واجهه الحرب المجوسية بوحدة الشعب الجنوبي الثائر ووحدة المقاومة، وأسس قوة عسكرية وقيادة رشيدة، ليصنع أهم الانتصارات على أعداء الأمة الجنوبية والعربية والإنسانية، من غزاة العصر المجوسي العثماني في القرن الحادي والعشرين …
وحول الحرب على الجنوب وفي الجنوب بعد طرد مليشيا الحوثي، وبعدما فشلت مشاريعهم ومخططاتهم الإيرانية الاستعمارية والطائفية المقيتة في الجنوب، تعمدة تلك المليشيا الإرهابية الصفوية نقل حربهم الطائفية والمذهبية إلى شعب الشمال الشقيق في اليمن المختطف من قبلهم، لعلهم يحقون ما عجزوا عن تحقيقه من البوابة الجنوبية مستغلين ظروف الشمال الصعبة، وهي حرب على الاسلام بالمذهبية الباطنية، وهذا من أعظم الاستكبار في الأرض، فقد استكبروا وعتا عتواً كبيراً، لقد كانت في عتوها واستكبارها تستعرض قوتها الهائلة في الجنوب وتم طردها، وها هي اليوم تعود لتصب جازم غضبها على مسلمي الشمال الزيدية، فهل كان يحتاج كل هذا الطغيان وحجم المارسات الطائفية المقيتة، دون رحمة ببني الإنسان، وعلى أبناء الشمال بثورة جهادية حقيقية فإن فعلو لهم الهلاك الاكيد ..
والعودة نتذكر من باعوا أنفسهم من جلدتنا للمحتل اليمني الاخواني المتطرف، وإلى مواجهة شعبية، حولت الشعب الجنوبي العربي وكل شرفاء الأمة المقاومة إلى جيش جنوبي منظم، لمواجهة جبهتين، غزاة الفرس المسلحين غزاة الاخوانية العثمانية وأعوانهم، بالإمكانيات والخبرات العسكرية الاستخباراتية الدولية بالإضافة للتمويل الإيراني والتركي، الذي لم تشهده أشرس الحروب بعدما استخدمها إخوان اليمن في حرب شقرة ابين، وسقطرى، وشبوة، والقاعدة بحضرموت وغيرها من والخيانات المتتالية من شرعية الإخوان في مناطق الشمال لصالح مليشيا انصار ايران التي يصلها المدد الإيراني من السلاح الصاروخي والمسيرات، بالرغم من الإمكانيات المتواضعة التي يملكها أبطال قواتنا المسلحة الحزام وابطال العمالقة والتي تفوقت على إمكانياتهم وخبراتهم بتعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية ووحدة القوات المسلحة الجنوبية العقائدية ووحدة القيادة بقيادة الزعيم القومي الكبير الرئيس عيدروس الزبيدي ..
لذلك فان ثقة شعب الجنوب العظيم كبيرة في الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الجنوبي، كما كانت ثقته بالتحالف العربي، وسيخرج من الأزمة منتصرا سيداً مستقلاً، والنصر في الجنوب بقيادة الرئيس الزبيدي سينعكس على الشعوب العربية وكل شرفاء الأمة بشكل ايجابي، ليكون بداية النهاية للحروب الطائفية والمذهبية الصفوية التي تعمد صناعها في مجوسي عثماني استعماري، بقيادة الإدارة الإيرانية التركية، والتي يعملون لصالح حلفائهم الصهيونية باستهداف أهم ركائز الأمة، من سورية إلى العراق ومصر ليضمن تحقيق أحلامهم في بناء ما يسمى الشرق أوسطي الجديد، الذي انهار في الجنوب العربي على صخرة صمود المقاومة الجنوبية، التي شكلت خط الدفاع الأول، للدفاع عن هوية الجنوب والأمة العربية وكرامتها ومستقبلها، من خلال صياغة المشروع القومي العربي النهضوي الجديد، لتحقيق كامل أهدافها التحرر والوحدة والعدالة، وفي مقدمتها أمن الخليج العربي، واستعادة كامل الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها فلسطين كل فلسطين والجولات العربي السوي المحتل، ومزارع شيعا وتلال كفر شوبا في الجنوب اللبناني المقاوم ..
فبعد سرد ذكرى تحرير عدن، يجب ان يفهم العدو مرارا وتكراراً وفي كل يوم ان الحل الوحيد أن خسر التفاوض، منطلق القوه، والبندقيه الى جانبنا كفيلة بتحقيق مطالبنا، ونأمل في المرحلة، القيام بعقد هذه اللقاءات والتقاربات الوطنية الهامة لايجاد ارضية صلبه مع حضور القضية الجنوبية السامية، ولتوافر مناخ سياسي وعسكري واقتصادي وأمني وغيرها من القضايا الوطنية، ومحدداتها الهادفة لانجاح مسارات المرحلة الانتقالية في قيادة المجلس القيادي، المتفق عليه في مشاورات الرياض، من قبل فرقاء العمل الوطني الجنوبي وساسة شمال المنفى المشترك، وسبل تجاوز حالة المتغيرات الوطنية القائمة وتعقيداتها المختلفة كضرورة سياسية ووطنية مُلحة فرضتها ضروف وعوامل المرحلة، ومتطلبات توجيه الجهود والامكانات الهادفة لتجاوز مخاطر الواقع المتردي الذي تشهده الساحة الوطنية في الشمال والجنوب، جراء ازمة الحرب ومواجهة المليشيا الحوثية المعادية، ومشروعها الطائفي السلالي الموالي لايران، ثم المضي قدما نحو استعادة الدولة بحدود عام 90م .. !!