احمد باراس يكتب عن رحيل التربوية والمربية (عائدة مقبل).

احمد عقيل باراس
وترجلت قامة اخرى من قامات التربيه والتعليم بعدن وايضاً بهدؤ وبدون ضجيج لتلتحق بمن سبقوها من قامات وتترك هذه الدنيا لاهلها … قامة اخرى من قاماتنا التربوية ترحل وللاسف بنفس الطريقة والاسلوب والجحود الذي رحل به من سبقوها … خليك بالبيت … تقاعد … ظروف معيشية صعبة … اجساد منهكة تفتك بها الامراض …. رحلوا وهم يصارعون الالم وشظف العيش وحيدون وبدون ان يلتفت اليهم احد او حتى يسال عنهم ….
رحلت عنا قبل ايام قليلة التربوية والمربية الفاضلة ( عائدة مقبل), احدى مدراء ثانوية المنصورة بعد معاناة طويلة مع المرض ورحلة حافلة من العطاء كمعلمة وقائدة تربوية صالت وجالت وكانت بحق علم من اعلام ورموز التربية والتعليم والحركة النسائية بعدن لتخلف ورائها سيرة عطرة بين اوساط تلاميذها وتلميذاتها ووسط زملائها ووسط محيطها الاسري والاجتماعي فكانت ام مثالية وتربوية ناجحة في مهنتها من جهة اخرى عاشت لابنتها الوحيدة ولعملها النبيل في تربية الاجيال وان كان الجحود والنكران هو ماواجهته هذه التربوية في نهاية مطافها كمكافأة لها لما قدمته وسطرته مثلها في ذلك مثل زملائها الذين رحلوا قبلها ومثلها مثل من سيرحل بعدها فقد اصبحنا نحن التربويين الجدار الصغير والحائط المذكور ..
سنظل محتفظون بصورة الست عائدة في قلوبنا وعقولنا ولازال صوتها الحاد حاضرا بيننا يرن في اذاننا ولا نملك لها إلا الدعاء بان يرحمها الله ويسكنها الجنة وعزائنا إلى ابنتها وابنتنا والى كافة زملائها واصدقائها ومحبيها وتلاميذها .