اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
الجنوب في الصحافة العالمية

كش ملك- العليمي والإخوان

 

صالح الضالعي.

يتناقل الكثيرين عن السيرة الذاتية ل (رشاد العليمي) بانه ذو الانتماء الناصري ، بينما البعض الآخر يصنفه بانه ذو الانتماء المؤتمري ،وكلا التصنيفات تعد خاطئة لاسيما وأنها لم تمت للحقيقة بصلة، إذ أن رشاد العليمي ارتبطت حياته بالتخابر منذ نعومة أظفاره والشواهد كثيرة والأدلة الدامغة تؤكد بأن والده عرف عنه بانه مسجلا للبصائر ،الامر الذي جعله أن يعتمد على ولده المراهق “رشاد “في حل بعض الإشكالات العالقة بين أهالي القرية في الموادم بمديرية المعافر التعزية والذي تسبب في إيقاد الفتن بين المتخاصمين.

التحق “رشاد العليمي” بجهاز الأمن الوطني في سن مبكر وكان جنديا مرتبطا ب (محمد خميس) ،رئيس الجهاز آنذاك الذي تم اغتياله من قبل الهالك “عفاش” بعد سيطرته على نظام الحكم في الجمهورية العربية اليمنية- تم تكليف رشاد العليمي باختراق الجبهة الشعبية التابعة للناصريين ذلك حينما استطاعت الجبهة الوطنية من إسقاط كثير من المناطق أكانت في تعز أو في محافظة اب وريمة ،لعب رشاد العليمي دورا كبيرا في إخماد الثورة المشتعلة عبر رصده وتتبعه للقيادات الوطنية المؤثرة والابلاغ عنها والذي تسبب في قتلها أو إلقاء القبض عليها وإدخالها السجون وتصفيتها.

وبعد فترة من نشاطه الاستخباراتي انكشف امره فتم فصله من قائمة الحركة الناصرية وتم وضعه في القائمة السوداء كمطلوب من قبل التيار كونه تسبب في قتل قياداته المشهود لها في العمل الثوري.

في عام 1975م تم منح رشاد العليمي منحة دراسية للدراسة الجامعية في الكويت وتخرج منها بدرجة الماجستير في المجال الأمني (قانون) وعلى إثرها غادر العاصمة صنعاء متوجها إلى القاهرة لإكمال دراسته العليا ماجستير ودكتوراة ومن هنا بدأت حكايته مع تنظيم الإخوان المسلمين – كان سفره بمعية (محمد قحطان وصالح سميع) والمعروف عنهما بأنهما يمثلان القيادات الإخوانية فرع اليمن ( الجناح السياسي)، وعلى أيديهما تلقى جرعات تعليمية خاصة بالتاطير ومن ثم تم ايكال المهمة لقيادات إخوانية مصرية لها باع طويل في غسل دماغ الشباب ، وبعد خضوعة للحلقات التي تنفذها الجماعة لفترة طويلة تم إخضاعه في أداء البيعة والمبايعة على السمع والطاعة في المكره والمنشط واتباع أوامر الجماعة الإخوانية.

يؤكد مصدر مقرب منه بأن الجماعة الإخوانية فرع اليمن وعند عودته من القاهرة وبشهادة عليا اوعزت له بأن ينخرط في صفوف المؤتمر الشعبي العام ليتم تأهيله مستقبلا ، نجح رشاد العليمي في اختراق راس النظام اليمني حتى وصل إلى قيادة وزارة الداخلية اليمنية.

بعد ذلك أسندت له الجماعة بممارسة النشاط الاستخباراتي وتم ربطه بدولة خارجية لتزويدها بمعلومات هامة مرتبطة بالأمن القومي لليمن وتحديدا في مجال الأمن العام .. حينها أبلغته الجماعة الإخوانية بضرورة رفد خزينتها ماليا، إذ تبنت مخططا وصف بالجهنمي (القرن) والذي به اقنع الهالك( عفاش) على أن المرحلة تتطلب تنفيذه كون العاصمة صنعاء اولا في أمس الحاجة إليه للحد من الجريمة واتساع رقعة الإرهاب فيها – يتمثل المخطط بإعادة الانتشار الأمني والذي يتطلب إلى ميزانية خاصة وباهضة ومكلفة لخزينة الدولة قدرت ب (8) مليار ريال- من جانبه أصدر الهالك (عفاش) أوامره لوزير المالية والبنك المركزي باعتماد المبلغ انف الذكر بصورة استثنائية وعاجلة- الجهات المختصة قامت بتنفيذ الأوامر وحررت شيكا على ذمة (رشاد العليمي) الذي هو الآخر قام بشراء( 800) سيارة هونداي (سنتافي) اذ قدر قيمة السيارة الواحدة ب 3000 دولار.. لم تتجاوز صفقة “القرن “اثنين مليون وأربعمائة ألف دولار فقط، لتذهب بقية المبالغ المقدرة بخمسة مليارات ريال أو تزيد إلى حسابات الجماعة الإخوانية وحساباته الشخصية – في ذات السياق كانت الشكوك تحوم حوله لاسيما من جانب الأمن القومي اليمني الذي شكل مؤخرا كبديل لجهاز الأمن السياسي ذو التوجه الإخواني وبعد متابعة وبذل جهود مضنية توصل الأمن القومي إلى حقيقة” رشاد العليمي” وانتماءه الإخواني وارتباطاته بجهات خارجية فما كان من الهالك( عفاش) الا إصدار قرار بازاحته من على هرم السلطة في وزارة الداخلية وسلب منه كل المناصب القيادية في الدولة أو حتى على المستوى الحزبي..لكن الهالك (عفاش) ظل محتفظا بشعرة معاوية بينه والعميل رشاد العليمي حتى اتت احداث 2011م والذي قام بأداء دور الوفي والمخلص للهالك بملازمته في محنته وكان هذا تكليفا من قبل جماعة الإخوان فرع اليمن لرصد تحركاته حتى نال نصيبه من عملية التفجير الذي طال جامع النهدين في دار الرئاسة اليمنية في 6 حزيران 2011م.

عندما تم تسليم السلطة من قبل( علي صالح) بعد وساطات من قبل الخليجين والاتفاق بأن “عبدربه منصور هادي “رجل المرحلة ، لعب رشاد العليمي دورا بارزا في تحريضه ضد الهالك (علي عفاش ) وانتزاع قرارا من هادي بأن يكون المستشار السياسي الخاص به ، هادي هو الآخر كان ذكيا جدا ذلك بعد أن عين “رشاد” مستشارا له فاوكل إليه مهمة رصد تحركات ولي نعمته (صالح ) لاسيما أثناء عقد الاجتماعات للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام ،علما بأنه فصل منها ، إلا أن عفاش كان يغض الطرف عنه.

لم تنتهي حكاية العميل السري” رشاد العليمي” عند الرئيس الهالك “عفاش” فحسب، بل إنه واصل جاسوسيته حد وصوله إلى مخدع الرئيس السابق (عبدربه منصور هادي) بعد جمعه أدلة واثباتات تدينه وأولاده بانه خلف عقد صفقات شراء أسلحة حديثة وتزويدها للإرهابيين وجزء منها إلى الحوثيين ، تلك الأعمال خططها جنرال الإرهاب( علي الأحمر) لتوريط الرئيس” هادي”، وحقا نجح المخطط الخاص بمؤامرة إسقاط” هادي ” ، فيما جنرال الإرهاب اليمني “علي محسن الأحمر” كان يدرك بانه على وشك السقوط إذ أن مكره تمثل بلجؤه إلى تقديم مقترح بازاحته من منصبه وترك المجال( للعليمي) تنفيذ ماتبقاء من مخطط الجماعة الإخوانية وكمنقذ لها – استطاع رشاد العليمي ألتخلص من” هادي ” والاحلال كبديل له, وبذلك يكون قد وصل إلى ماكان يخطط له وبمساعدة الجماعة الإخوانية. والى حلقة قادمة

زر الذهاب إلى الأعلى