تركيا تهدد بالتدخل العسكري في سوريا ضد الأطراف الانفصالية

النقابي الجنوبي / خاص
حذّر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025، من أن بلاده لن تتردد في اتخاذ خطوات عسكرية ضد ما وصفه بـ”التحركات الانفصالية” داخل الأراضي السورية، معتبرًا إياها تهديدًا مباشرًا للأمن القومي التركي.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم في أنقرة، أكد فيدان أن تركيا “ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية مصالحها الأمنية”، ملوّحًا بإمكانية التدخل العسكري في حال استمرار ما أسماه بتوسّع المشاريع الانفصالية على حدود بلاده الجنوبية.
إسرائيل متّهمة بإشعال الفوضى
وفي تصريح لافت، أشار وزير الخارجية التركي إلى ما وصفه بـ”الدور الإسرائيلي في زعزعة استقرار سوريا”، قائلاً إن “إسرائيل لا ترغب في رؤية دولة مستقرة في المنطقة، وتسعى إلى تقسيم سوريا عبر دعم مشاريع تهدف إلى تفكيك وحدتها الجغرافية والاجتماعية”. واتهم تل أبيب بتبني سياسة ممنهجة تهدف إلى إشاعة الفوضى وإضعاف المحيط الإقليمي.
السويداء تحت النار
تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التوترات في محافظة السويداء السورية، حيث أفادت مصادر محلية باستمرار حالة الهدوء الحذر في بعض المناطق، وسط استنفار أمني للفصائل المسلحة المحلية، لا سيما في الريف الشمالي الغربي للمحافظة.
وبحسب معلومات نقلتها “المنظمة الدولية للهجرة” التابعة للأمم المتحدة، فقد أسفرت المواجهات المستمرة منذ نحو أسبوع عن نزوح أكثر من 128 ألف شخص، بينهم أكثر من 43 ألفًا نزحوا في يوم واحد، ما يعكس حدة التصعيد وتردي الوضع الإنساني.
كما أعلنت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أن الفترة الممتدة بين 13 و21 يوليو الجاري شهدت مقتل 558 شخصًا على الأقل، بالإضافة إلى إصابة 783 آخرين بجروح متفاوتة، ما يُنذر بانفجار أوسع في حال استمرار تدهور الأوضاع الميدانية.
قراءة في الرسائل التركية
ويبدو أن أنقرة، من خلال تصريحات فيدان، ترسل إشارات مباشرة إلى الأطراف الكردية في شمال شرقي سوريا، خاصة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تعتبرها تركيا امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية لديها. كما أن ربط الوزير التركي بين التحركات الانفصالية و”مخطط إسرائيلي” يوسّع نطاق الرسالة لتشمل الفاعلين الإقليميين والدوليين، في محاولة لرسم خطوط حمراء جديدة أمام أي تغييرات محتملة في الجغرافيا السياسية السورية.
مآلات الأزمة
في ضوء هذه التصريحات والتطورات الميدانية، يبقى المشهد السوري أمام مفترق خطير، لا سيما في ظل تداخل الأبعاد العسكرية بالاعتبارات الجيوسياسية، وتصاعد التهديدات العابرة للحدود. وبينما تواصل أنقرة رفع سقف تحذيراتها، يبقى التساؤل مطروحًا: هل تنزلق المنطقة إلى جولة جديدة من التصعيد العسكري، أم أن التحذيرات ستُستخدم كورقة ضغط لتقييد تحركات الخصوم؟