الدول العربية في مقدمة المبادرين لإغاثة منكوبي زلزال تركيا وسوريا.

النقابي الجنوبي/خاص – محمد مرشد عقابي
تواصلت جهود الدول العربية الإنسانية الرامية لمد يد العون لمتضرري الزلزال وكان العراق من الدول العربية السباقة لإرسال مساعدات عاجلة للشعب السوري، إذ أعلن عن إقامة جسر جوي إلى كل من سوريا وتركيا، ووصلت أول طائرة عراقية محملة بـ 70 طناً من المواد الإغاثية في اليوم الأول الذي أعقب الزلزال، كما أرسل قافلة تضم 28 صهريجاً محملاً بالوقود، أتبعها بمساعدات أخرى، بدوره بادر لبنان كونه من الدول المجاورة لسوريا، وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي يمر بها، لإرسال فريق من الصليب الأحمر وفوج إطفاء ودفاع مدني وفريق هندسة للمساعدة في عمليات رفع الأنقاض والبحث عن ناجين، كما تم إعفاء أي حمولات من المساعدات لسوريا، تمر عبر مطار بيروت ومرفأ طرابلس من الرسوم والضرائب.
وأعلن الأردن أيضاً، عن إرسال 5 طائرات إغاثية إلى سوريا وتركيا محملة بمعدات إنقاذ وخيام ومواد لوجستية وطبية ومساعدات إغاثية وغذائية ومنقذين أردنيين من فريق البحث والإنقاذ الدولي، وأطباء من الخدمات الطبية الملكية، كما قامت المملكة لاحقا بتسيير قوافل مساعدات برية إلى كافة المناطق المتضررة في سوريا، ولم تبخل السلطة الفلسطينية بمد يد المساعدة للشعب السوري، حيث أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية عن إرسال فريق للتدخل والاستجابة العاجلة إلى سوريا للمشاركة في جهود الإغاثة في سوريا، وفي غزة أطلقت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني حملة للتبرع بالدم في القطاع، لصالح جرحى الزلزال في تركيا وسوريا.
وأرسلت مصر، 5 طائرات إغاثة عسكرية محملة بالمساعدات والمواد الطبية لكل من سوريا وتركيا، تلتها مساعدات أخرى، ونظمت المملكة العربية السعودية، حملة شعبية عبر منصة (ساهم) تحت شعار “عطاؤكم يخفف عنهم”، ووفقاً لوسائل إعلام سعودية تجاوزت التبرعات في اليوم الأول 228 مليون ريال سعودي و648 ألف متبرع، وبادرت الإمارات، بتخصيص 50 مليون دولار للمتضررين من الزلزال في سوريا، كما سيرت 7 طائرات محملة بالمساعدات وأطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حملة تلفزيونية كبرى تحت شعار “جسور الخير” لجمع التبرعات وإغاثة المتضررين، وفي قطر، نظم التلفزيون الرسمي حملة إغاثية بهدف التبرع ومساندة منكوبي الزلزال تحت شعار “عون وسند” ووصلت قيمة التبرعات في الأيام الأولى حوالي 168 مليون ريال قطري، وتبرعت الكويت بـ 15 مليون دولار أميركي لدعم الجهود الإغاثية ولتخفيف المعاناة الإنسانية عن المتضررين في سوريا، وسيرت سلطنة عمان، جسراً جوياً لنقل المواد الإغاثية للمناطق المتضررة من الزلزال في سوريا.
وفي البحرين تم فتح باب التبرع للمواطنين للمساهمة في دعم ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، وقررت الحكومة الجزائرية تقديم مساعدات مالية بقيمة 15 مليون دولار لسوريا، كما أطلقت جمعية البركة الجزائرية للعمل الخيري والإنساني حملة تحت شعار “حملة الأخوة”، لإغاثة منكوبي الزلزال، وكانت فرق من الدفاع المدني الجزائري قد وصلت إلى سوريا للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، فيما هبطت 3 طائرات محملة بالمساعدات في مطار حلب الدولي، كما أرسلت تونس، طائرات عسكرية محملة بمساعدات إنسانية عاجلة وفرق نجدة وإنقاذ وفرق طبية مختصة إلى سوريا، كما بدأ الهلال الأحمر التونسي جمع المساعدات من أجل إرسالها للمتضررين من الزلزال، وأطلق نداءات للأطباء والممرضين الراغبين في التطوع في جهود إسعاف المصابين داخل المناطق المنكوبة جراء الكارثة، ولا تزال الجهود العربية مستمرة رسمياً وشعبياً لتخفيف معاناة الشعب السوري جراء الزلزال الذي ضرب كلاً من تركيا وسوريا فجر يوم الإثنين الماضي.
وفي الثالث من شهر شباط نشر الخبير الهولندي والباحث في شؤون الزلازل فرانك هوغيربيتس تغريدة على تويتر قال فيها: عاجلاً أم آجلاً زلزال سيحدث بقوة 7.5 درجة مئوية في منطقة جنوب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان، وفجر السادس من شباط، وقع بالفعل زلزال بقوة 7.9 في منطقة كهرمان مرعش في تركيا ضرب مناطق في سوريا وتسبب بهزات ارتدادية متعددة شعر بها السكان بدرجات متفاوتة في لبنان، قبرص، الأردن، العراق ومصر.
وأكد، أحد خبراء شبكات الرصد بمركز الجيوفيزياء التابع لمجلس للبحوث العلمية أن التنبؤ بالزلازل هو أمر مستحيل علمياً، ويعرف الزلزال علمياً أنه اهتزاز مفاجئ وسريع للأرض بسبب تحرك طبقة الصخور تحت سطح الأرض، أو بسبب نشاط بركاني، وتقع الزلازل فجأة دون سابق إنذار، ويمكن أن تحدث في أي وقت، وأي مكان، وينتج عنها تمزق مفاجئ للصخور في باطن الأرض على بعد أميال تحت السطح مدفوعاً بقوى أعمق داخل كوكب الأرض.
وأظهرت الأبحاث، أن اهتزاز الزلزال يظهر نمطاً مميزاً، فبعد أن تبدأ الهزات الأولى، تتراكم شدتها، ثم تصل إلى الذروة، يليها اهتزاز يتلاشى، ومن الصعب جداً على العلماء تفسير كيفية تصرف الصخور تحت الضغط ودرجة الحرارة المتزايدين الموجودين هناك، وتبدأ الزلازل الكبيرة والصغيرة بالطريقة نفسها، لكن لا توجد وسيلة للقول متى يتم الوصول إلى الذروة، وهو الحجم الأقصى للزلزال.
إذا يعجز العلماء عن تحديد موعد حدوث الاهتزازات الأرضية بشكل مسبق، كما أنهم لا يستطيعون تحديد وقت وصول الزلزال إلى ذروته بشكل دقيق، وذلك لأنهم ببساطة غير قادرين على التنبؤ بالطريقة التي ستستجيب بها الصخور للحرارة والضغط الهائل في باطن الأرض، ولكن هناك مؤشرات على حدوث الزلازل دون التمكن من تحديد توقيتها إذ قد يحدث الزلزال بعد دقيقة أو بعد ألف سنة من هذه المؤشرات تغييرات بيئية تسبق حدوث الزلازل، مثل التغيرات في النشاط الكهرومغناطيسي، وزيادة تركيزات غاز الرادون في المناطق المعرضة للزلازل، والتغيرات الجيوكيميائية في المياه الجوفية، والتشوهات الأرضية القابلة للقياس، ولايملك الباحثون في الوقت الحالي سوى القدرة على تحديد قوة الزلزال، وموقع بؤرته في اللحظة التي تبدأ فيها عملية الاهتزاز، وجل ما تمكن العلماء من ابتكاره هو أنظمة إنذار خاصة، يستشعرون من خلالها الموجات الاهتزازية الأولية الناتجة عن الزلازل، وإرسال إشارات تحذيرية تفيد بقرب وقوع الزلزال في المنطقة التي توجد فيها أجهزة الإنذار تلك، الأمر الذي يتيح لسكان المنطقة اتخاذ إجراءات سريعة للحفاظ على حياتهم وذلك عبر إخطارهم قبل عدة دقائق.
وتركيا منطقة معروفة بأنها نشطة زلزالياً، تلتقي فيها ثلاث صفائح تكتونية (لوحات الأناضول والجزيرة العربية وإفريقيا) وبالتالي فهي عرضة للزلازل وسبق لها على مر التاريخ أن تعرضت للعديد من الزلازل، وغادرت كل البعثات الأميركية الديبلوماسية، تركيا في 1 شباط أي قبل خمسة أيام من وقوع الزلزال وتبعتها بعثات ألمانيا والسويد وبريطانيا وهولندا وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا، وأغلقت هذه الدول وبشكل مفاجئ قنصلياتها في اسطنبول، وأصدرت بيانات قالت فيها أن أسباباً أمنية تقف وراء هذا القرار، وعند طلب وزارة الخارجية التركية من سفراء هذه الدول إبلاغها بالسبب كان الجواب أن الحكومة الأميركية حذرتهم من هجمات إرهابية قد تستهدف دور العبادة في تركيا رداً على على ردات الفعل تجاه حرق القرآن وقد وصفت تركيا تصرفات هذه الدول بأنها مريبة وغير منطقية وتدعو إلى الشك.
وتساءل عدد من المحللين، إن كانت دور العبادة مهددة فلماذا تغلق القنصليات؟ ولماذا يغادر السفراء وممثلو البعثات؟، ولا يمكن غض النظر عن واقع الغضب الأميركي على تركيا التي خالفت أميركا وعقدت اتفاقيات بقيمة مليارات الدولارات مع الصين، بالإضافة إلى التقارب الأخير بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد ما جعل أردوغان بنظر الأميركيين خارجاً عن إرادتهم، فهل يمكن وصف تغريدة هوغريبتس بأنها عمل مخابراتي أميركي لتمهيد الأرضية أمام زلزال سيحدث بالفعل في 6 شباط؟علماً بأن الجواب عن إمكانية إفتعال زلزال هو نعم، إذ تم تطوير أسلحة تكتونية وبشكل سري وثمة تسابق دولي على التسلح بها وليس خافياً على أحد زلزال أرمينيا الذي وقع عام 1988، والذي اتهم به حينها الإتحاد السوفياتي وهو من أوائل الدول التي امتلكت هذه التقنية.
وبحسب محللين، فإن أميركا ليست خارج مدار الاتهام لتصفية أي بلد أو نظام وبأي طريقة، فهل خططت أميركا فعلًا لزلزال تركيا وجعلته يحدث؟، حيث لا يمكن لأحد الجزم بسبب ما حدث ولكن يمكن الجزم بنتيجة ما حدث، فالحقيقة الأكيدة الموجعة هي أن حوالي 40 ألف شخص قد لقوا حتفهم في تركيا وسوريا بالإضافة إلى مئة ألف جريح جراء هذا الزلزال، والهزات الارتدادية المتواصلة ما زالت تسبب الرعب في صفوف المواطنين في تركيا وسوريا ولبنان والبلدان المجاورة.