لماذا تتقدم الأمم ونحن ندور في حلقة مفرغة؟

 

كتب/ جلال باشافعي

في الغرب، لا يرتبط نجاح الدول بأسماء الأشخاص، بل بمنظومة عمل مستمرة، وخطط تمتد لعقود، ودستور لا يُخترق. عندما يتغير رئيس، لا يُعاد البناء من الصفر، بل يستكمل ما بدأه السابق، فتتراكم الإنجازات، ويستمر التطور دون توقف. الاقتصاد ينمو، البنية التحتية تتحسن، ومستوى المعيشة يرتفع، لأن الهدف ليس مجد الأشخاص، بل رفعة الأوطان.

أما في الدول العربية، فالقصة مختلفة تمامًا… كل رئيس جديد يرى أن كل من سبقه كان خائنًا أو فاسدًا، فيبدأ أولًا بهدم إنجازاته، ليس لأن تلك الإنجازات فاشلة، بل لأنها ليست من صنعه! تُهدر الميزانيات، تُلغى المشاريع، وتُعاد كتابة الخطط وكأننا في نقطة الصفر من جديد. لا يقتصر الأمر على الرؤساء، بل يمتد إلى الوزراء والمديرين والمسؤولين في كل موقع، وكأن كل من يتسلم منصبًا يُصاب بجنون البداية المطلقة!

نحن لا نعاني من نقص الموارد، بل من غياب الفكر الاستراتيجي. لا ينقصنا المال، بل تنقصنا الإرادة الحقيقية للعمل الجماعي. ما لم ندرك أن بناء الأوطان ليس معركة شخصية، وأن الاستمرارية أهم من الأسماء، فسنظل ندور في دائرة مغلقة من الفشل والتخلف، بينما الآخرون يصنعون المستقبل.

إلى متى سنظل نحطم ما نبنيه بأيدينا؟

جلال باشافعي
ناشط نقابي وسياسي جنوبي