محمد الديني: الكهرباء بين التبرير والعجز.. إلى أين تمضي يا وزير الطاقة؟

كتب/ محمد الديني
العاصمة عدن تغرق مجددًا في العتمة، وتعيش أيامًا من الانقطاع الحاد للكهرباء، بينما يتكرر المشهد ذاته: بيانات مكرّرة، ووعود مؤجلة، وتبريرات لم تعد تقنع أحدًا.
الوزارة تقول إن الأزمة خارجة عن إرادتها، وإن تفجير أنبوب النفط وإضراب العمال وراء توقف التوليد.
لكن الحقيقة التي يدركها المواطن البسيط قبل المسؤول هي أن هذه الأعذار لم تعد تجيب عن السؤال الأهم:
أين دور الوزارة في التخطيط المسبق وتوفير البدائل؟
معالي الوزير مانع بن يمين،
ما الذي قدمتموه فعليًا لعدن في ملف الكهرباء خلال الفترة الماضية؟
كل ما أُعلن عنه من مشاريع وخطط ومبادرات لم ينعكس على أرض الواقع، ولم يشعر به المواطن في حياته اليومية.
الكهرباء ما زالت تنطفئ بالساعات، (بل بالايام في عهدكم)والوقود ما زال ينفد مع كل أزمة، والمولدات ما زالت تئن تحت ضغط الإهمال وسوء الإدارة.
فأين الخلل؟ في التنفيذ؟ أم في الإرادة؟ أم في غياب الرؤية الواضحة لإدارة هذا الملف المعقد؟
وإن كان صحيحًا أن وزارتكم تعمل على مشاريع استراتيجية طويلة الأمد، فذلك لا يُعفيها من مسؤوليتها المباشرة أمام المواطن اليوم.
فمن باب أولى أن تنشغل الوزارة في إيجاد حلول فورية وجذرية إلى جانب المشاريع المستقبلية.
فالاستراتيجيات لا تُضيء المنازل، ولا تُبرد غرف الأطفال ، ولا تُنقذ حياة المرضى في المستشفيات حين تتوقف المولدات عن العمل.
معالي الوزير،
عدن لا تحتاج إلى مزيد من التصريحات، بل إلى خطة إنقاذ عاجلة تنهي هذا العبث المتكرر في ملف الكهرباء.
لقد فقد المواطن ثقته بالبيانات الرسمية لأنها لا تتجاوز الورق، ولأن الواقع لا يتغير.
المواطن اليوم يسأل بصوتٍ عالٍ: أين ذهبت تلك المشاريع التي سمعنا عنها؟ ولماذا لم تُثمر استقرارًا كهربائيًا حقيقيًا؟
إن العجز عن توفير خدمة الكهرباء في مدينةٍ بحجم عدن ليس مجرد خلل فني، بل مؤشر على أزمة إدارة وغياب مسؤولية.
والسؤال الذي يجب أن يُطرح بوضوح:
هل لدى الوزارة الإرادة لتغيير الواقع، أم أننا سنبقى ندور في دائرة الأعذار والتبريرات ، وانتظار مشاريعكم الاستراتيجية (مثل انتظارنا لانهاء ترجمة التقرير) ؟
عدن لم تعد تحتمل مزيدًا من الظلام، ولا مواطنوها يحتملون مزيدًا من الصبر.
فالكهرباء ليست رفاهية يا معالي الوزير… إنها حياة.