فيما غزة تتحدى مخطط الإبادة الجماعية براً وبحراً وجواً زعماء الدول العربية يلتزموا التنديد والشجب
طوفان الأقصى فصلاً من فصول الكرامة والشجاعة والإقدام

النقابي الجنوبي/خاص
عمليّة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 م حدث سيخلد ذكراه على صفحات التاريخ وسيدون في ذاكرة محركات البحث وفي أمهات فهارس الكتب وسيسجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كحدث أبدع منفذوه سجلت خلاله فصائلُ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تقدمها كتائب الشهيد عز الدّين القسام فصلاً من فصول الكرامة والشجاعة والإقدام في عملية عسكرية فدائية لقوات الكومندوز الفلسطيني سميت طُوفان الأقصى امتدت إلى عمق مستوطنات اليهود وتوغلت إلى قواعد عسكرية إسرائيلية قوبلت من الجانب الاسرائيلي بعد استيعاب الصدمة بما أسمته عمليّة السُّيُوف الحديديَّة.
ساعة الصفر جاءت بأعلَان قائد الكتائب مُحمَّد الضيف بدء العملية رداً على الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المَسْجِدِ الأقصى المُبَارك واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضّفّة الغربية والدّاخل المُحتَل.
جاءت عمليَّة طُوفَان الأقصى التي فاجئت أجهزة العدو الاستخباراتيّة العسكرية الإسرائيلية ونظيرتها الأمريكيّة عبر هُجومٍ صَاروخي وَاسعِ النطاق تجاوز الـ5000 صاروخاً شنّه فصائل المقاومة صوبَ مختلف المستوطنات الإسرائيليّة من ديمونا في الجنوب إلى هود هشارون في الشمال والقدس في الشرق بالتزامنَ مع اقتحام برّي من المُقاومين الفلسطينيين عبر السّيارات رُباعيّة الدّفع والدّراجات النّارية والطّائرات الشّراعيّة للبلدات المتأخمة للقطاع والتي تُعرف بإسم غلاف غزة وسيطروا على عددٍ من المواقع العسكريّة خاصة في سديروت ووصلوا أوفاكيم واقتحموا نتيفوت وخاضوا اشتباكاتٍ عنيفة في المستوطنات الثلاث وفي مستوطنات أخرى كما أسروا عدداً من الجنود واقتادوهم لغَزَّة فضلاً عن اغتنامِ مجموعةٍ من الآليّات العسكريّة الإسرائيليَّة.
مهما كانت الانتقادات بعدم الاستعداد الكامل لنتائج العملية وعواقبها وافتقادهم للمدد والدعم والغذاء والدواء والكهرباء والماء ومهما كانت التحليلات بتعرض المقاومة الفلسطينية للخيانة من النظام الملالي الإيراني بدفعها وقوداً لتحقيق أطماعها ومصالحها وعدم تحرك أذرعها من المليشيات والحشد في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وتخاذل قادة الدول العربية وصمتها المخزي المساعد لعدم اكتمال إنجاز الهدف المنشود بتحرير الأرض والقضاء على الجيش الصهيوني إلا أن عمليّة طوفان الأقصى بشبابها الباسل 1000 فدائي فلسطيني لمهاجمة مواقع متعددة أحدث رجة في الكرة الأرضية أوقفوا دورانها جعلوها على قدم واحدة جلبوا الاسطول الأمريكي والصيني واوقفوا موجة كورونا الجديدة المتحورة أنسونا زلزال المغرب
وأنسونا فيضان ليبيا وتبخرت حرب اوكرانيا واختفت حرب السودان واليمن وهدأ تسونامي سوريا أنسونا انقلابات مالي والنيجر وبوركينافاسو ولم يعد لمشكلة التغير المناخي وجود
أصبح الغزاوي يتحكم بحركة الأفلاك في مجرة درب التبانة
أصبحت غزة مركز احداث الأرض ونبض الحرية.
من ثمار طوفان الأقصى أنها غيرت خريطة الوضع الميداني في قطاع غزة وما جاورها حيث أمرت إسرائيل في 15 أكتوبر 2023 بإخلاء منطقة غلاف غزة -أقصى نقاط وصلتها المُقاومة الفلسطينيَّة- من المستوطنين نتيجة اختراق المقاومة الفلسطينيَّة في ( 7 أكتوبر ) السياج الحدودي ما دعا جيش الاحتلال الاسرائيلي إلى شن غارات جوية وقصف بربري عنيف على الأحياء المدنية والشقق السكنية والمباني والأبراج وأبادت مناطق بأكملها وارتكبت أفضع الجرائم الوحشية وقتلت الأطفال والنساء وكبار السن في محرقة جماعية وخير دليل على ذلك مجزرة مستشفى المعمداني التي حلت بين وحشية الكيان الصهيوني وعنصرية الغرب كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بدء الحصار الشامل على قطاع غزة بما في ذلك حظر دخول الغذاء والوقود والدواء في ظل صمت دولي وتخاذل عربي.
جيش الكيان الصهيوني الذي صرح بقصف 150 هدفاً تحت الأرض شمال قطاع غزة نفذ تهديده بإقتحامه البري مساء الجمعة الـ27 من أكتوبر من مختلف المحاور الشرقية والشمالية بمشاركة من البوارج البحرية الامريكية والبريطانية والفرنسية التي تقصف غزة من البحر بعد قطعه شبكات الاتصالات والانترنت تحت ضربات القصف العنيف وإسقاط صواريخ الموت على قطاع غزه والذي واجهته المقاومة الفلسطينية بعملية سيوف الأقصى.
إلى ذلك نجد أن ما يسمى محور الممانعة الذي يضم دول سوريا وإيران وعدة حركات كحزب الله في جنوب لبنان والمليشيات الشيعية من الحشد الشعبي في العراق ومليشيات الحوثيين في اليمن والتي تدعي جميعها محاربة الكيان الصهيوني ومعارضة السياسة الأمريكية ووقوفها الداعم للشعب الفلسطيني ومقاومته الحرة وتضامنه مع قضيته بإعتبارها قضية أمة إلا أننا لم نرى على الأرض منذُ 7 أكتوبر إلى اليوم سوى تصريحات ووعيد ولم تظهر موقفاً عملياً يترجم على الواقع واللحظة الفارقة التي أرادت مليشيا الحوثي أن تستعرض دوراً محورياً بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل حسب زعمها بهدف امتصاص حالة الاحتقان في مناطق سيطرتها عمدت إلى التنسيق مع الجانب الأمريكي وبارجاتها في البحر الأحمر لإسقاطها قبل بلوغ هدفها ومنحها ذريعة البقاء في المياه اليمنية إضافة إلى ذلك أثبتت الصواريخ الإيرانية ومسيراتها أنها لا تعرف طريقها إلى العدو الصهيوني والأراضي المحتلة لتحط فيها ولا ترى سوى العرب والأراضي العربية مثل السعودية والإمارات وأخيراً مصر لتسقط فيها مثل ما حدث مؤخرا.
في عام 1980 إبان الحرب العراقية الإيرانية طلب مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي زبغنيو بريجنسكي مقترحاً بتنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الحرب الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود اتفاقية سايكس بيكو.
عقب ذلك قدم د. بيرنارد لويس أحد أهم العلماء في شؤون الشرق الأوسط الغربيين الذين يسعى صناع السياسة إلى استشارتهم وأبرز المؤثرين في السياسة الأمريكية مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والاسلامية جميعاً وكلاً على حده، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان والباكستان والسعودية ودول الخليج ودول المغرب العربي وتفتيت كل منها إلى مجموعة الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والاسلامية المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح بريجنسكي الخاص بتسعير حرب خليجية ثانية ووافق الكونغرس الأمريكي في جلسة على مشروع د. بيرنارد لويس وتمَ اعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الاستراتيجية لسنوات مقبلة.
ويمكن المقارنة بين ما تمَ تخطيطه قبل ثلاثين عاماً وبين مايحدث اليوم من ثورات وما يدور في العالم العربي.
يلي ذلك صفقة القرن حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط حسبما يزعم متعهدا أن تظل القدس عاصمة “غير مقسمة” لإسرائيل.
عكفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذُ 2017 على إعداد خطة للسلام في الشرق الأوسط بدعوى إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي على أن يتم تقديمها رسمياً مطلع 2018 وتمَ تأجيل ذلك مرات عدة وتضمنت وثيقة مشروع السلام الأميركي ما بين 175 و200 صفحة وتمَ تداول الكثير من مضامينها لدى بعض الأطراف المعنية على شكل تسريبات.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض إلى جواره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن خطته “قد تكون الفرصة الأخيرة” للفلسطينيين بينما الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض الخطة المقترحة قائلا: “رفضنا خطة ترامب منذُ البداية ولن نقبل بدولة دون القدس”.
وأكد عباس أن خطة ترامب “لن تمر وستذهب إلى مزبلة التاريخ”.
ورفض الزعماء الفلسطينيين الخطة مقدماً وقالوا إنها تسعى إلى فرض حكم إسرائيلي دائم على الضفة الغربية.
كما قالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان: “لن تجد الإدارة الأمريكية فلسطينياً واحداً يدعم هذا المشروع”.
وأضافت: “خطة ترامب هي مؤامرة القرن لتصفية القضية الفلسطينية”.
جملة من التساؤلات نضعها من خلال مراقبة المشهد العام بحاجة إلى إجابة منهجية لتفسير الأحداث الدائرة منذُ الـ 7 من أكتوبر وتحدد الأسباب والنتائج والأبعاد المحيطة بعملية طوفان الأقصى..
يتساءل البعض
– أين كانت قوات العدو الإسرائيلي خلال تلك الساعات الطويلة التي كان يتوغل فيها ويتجول رجال المقاومة الفلسطينية في المستوطنات الاسرائيلية القريبة من قطاع غزة والتي أثبتت فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الرد؟
– هل بالإمكان أن يؤثر هجوم المقاومة الفلسطينية طوفان الأقصى في شكل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟
– كيف ظلت الثغرات الموجودة على الحدود مفتوحة لفترة كافية للسماح بنقل الرهائن إلى غزة قبل أن تُستخدم الدبابات في نهاية المطاف لإغلاقها ؟
ما الذي نعرفه عن الأسرى والرهائن في غزّة؟ وما هي سيناريوهات التدخل الإيراني في الحرب؟
هل يمكن أن تنجرّ دول أخرى في الحرب بين غزة وإسرائيل؟
لطالما تُصنف القدرات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية على أنها الأفضل في الشرق الأوسط والعالم إلا أن الهجمات التي شنتها المقاومة الفلسطينية على المستوطنات والقواعد العسكرية الأسرائيلية قورنت بهجمات 11 من سبتمبر التي وقعت في الولايات المتحدة عندما لم يتنبأ أحد بأنه يمكن استخدام الطائرات كأسلحة وغالباً ما يسمى هذا بفشل التخيل.
ما يحدث اليوم يؤكد أن المؤامرة خطيرة والهدف أكبر وهو ما دفع بقدوم الأمريكان والبريطانيين والفرنسيين والألمان والإيطاليين كل ببوارجه العسكرية قبالة ساحل غزة لأن الهدف المراد تحقيقه قناة إسرائيلية بديلة لقناة السويس وهي السبب الرئيسي.
إن القضية تصب في قناة بن غوريون التي تنطلق من إيلات إلى غزة وتنتهي في غضون 3 سنوات مقدر لها 6 مليارات دولار سنوياً للإضرار بقناة السويس كمشروع مقابل لطريق الحرير المخطط هو تفريغ غزة بكل وضوح.