الجزائر… وجهة سياحية متفرّدة بمناطق غريبة لا مثيل لها في العالم

النقابي الجنوبي – متابعات
الجزائر، أكبر بلد في إفريقيا من حيث المساحة، تزخر بمقومات سياحية استثنائية تمتد من شواطئها التي تعانق البحر الأبيض المتوسط على طول 1600 كيلومتر، إلى عمق صحرائها وسحر جبالها، مرورا بتراث معماري وتاريخي ضارب في القدم. ورغم ذلك، يؤكد مختصون أن الجزائر لم تستثمر بعد بالشكل الكافي في مناطقها السياحية “الاستثنائية” التي تميزها عن باقي دول العالم، لا سيما تلك التي توصف بـ”الغريبة” والتي تثير دهشة الزائرين.

من بين أبرز هذه المناطق، مدينة “سيفار” الكهفية، التي تقع في قلب سلسلة جبال الطاسيلي ناجر بجنوب البلاد، وتعتبر، بحسب خبراء، أكبر مدينة كهفية في العالم. تزخر سيفار بآلاف النقوش الصخرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وتُعدّ إرثا حضاريا وإنسانيًا نادرا، حتى أن بعض النظريات تتحدث عن رموز غامضة لا تزال محلّ جدل علمي وبحثي واسع.
ومن الجنوب إلى الشمال، تبرز مدينة غرداية كأحد النماذج العمرانية الفريدة في المنطقة المغاربية. فقد شُيّدت المدينة على يد قبائل بني مزاب الزناتية، وفق تصميم هندسي يعكس تمازج القيم الدينية والاجتماعية مع الوظيفة العمرانية. غرداية، المصنّفة ضمن التراث العالمي لليونسكو، تحولت إلى معلم سياحي ومعماري يجذب المهندسين والباحثين والزوّار على حد سواء.

– تراث يتحدث عن نفسه
الكاتب والمختص في التاريخ، أسامة صالح، أكد ” أن الجزائر من بين البلدان الأكثر ثراءً بالمناطق السياحية ذات الطابع التاريخي، بفعل تعاقب حضارات متعددة على أرضها، تركت خلفها آثارا ومواقع تحكي قصصًا ضاربة في أعماق الزمن.
وأوضح صالح أن لكل مدينة جزائرية مكانا أو أكثر يحمل في طياته حدثا تاريخيا أو بعدا حضاريًا فريدا، على غرار الجسور المعلقة في قسنطينة، والتي وصفها بأنها “أحد أعجب المناطق التي تبدو وكأنها معلقة بين السماء والأرض”، بفعل هندستها الجريئة وموقعها الجغرافي الخلاب، ما يجعل منها وجهة مفضلة للسيّاح من داخل البلاد وخارجها.

كما أشار إلى مناطق طبيعية غريبة، مثل شط الحضنة وشط ملغيغ، وهما بحيرتان ملحيتان موسميتان، تتشكلان في أوقات معينة من السنة، الأولى تغطيها طبقة من الملح الناصع صيفًا، والثانية تتجمع فيها المياه داخل حوض مغلق، في مشهد طبيعي نادر لا يتكرر كثيرا
– استراتيجية جذب سياحي تتجاوز “الطبيعي”
من جهته، يرى المختص في السياحة والبيئة، رابح عليلش، أن بناء استراتيجية ناجحة لاستقطاب السياح ينبغي أن يقوم على عدة ركائز، لا تقتصر فقط على المناظر الطبيعية أو الآثار القديمة، بل تشمل أيضا الاستثمار في الغرابة والفرادة، أي في تلك المناطق التي لا يوجد لها مثيل في الجغرافيا

وأضاف عليلش: “توجد مناطق في الجزائر لا تكاد تصدق أنها حقيقية، من شدّة جمالها أو تفردها الجيولوجي والثقافي. وهذا النوع من المواقع يستقطب نوعا خاصًا من السياح، أولئك الباحثين عن تجربة غير مألوفة، خارج إطار الفنادق التقليدية والبرامج النمطية”.