بمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات / دور التعاونيات الزراعية في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة

م/صالح مساعد الأمير
يحتفل العالم في السبت الأول لشهر يوليو من كل عام باليوم العالمي للتعاونيات ، وتحتفل التعاونيات حول العالم هذا العام في السادس من يوليو تحت شعار التعاونيات تبني مستقبل أفضل للجميع ،،
تعتبر التعاونيات أثمن أدوات التنمية الشاملة وهي الأداة الفعالة لمواجهة الفقر والبطالة في جميع دول العالم.
إن التجارب العالمية في مجال التنظيمات المجتمعية قد أثبتت أنه لا نهضة زراعية بدون التعاونيات الزراعية ، ومن هنا فإن الاستفادة من تجارب الآخرين قد أصبح مُلزماً لنعرف كيف ارتقت مجتمعاتهم بفضل تعاونياتهم ، وعلى سبيل المثال نورد بعض المعلومات عن انجازات التعاونيات الزراعية في بعض دول العالم على النحو الآتي :
*• ألمانيا :* تضم حوالي 7500 منظمة تعاونية فيها ما يزيد عن 20 مليون عضو ، كما أن التعاونيات في ألمانيا هي الشكل الجماعي الأقوى في الحياة الاقتصادية.
*• في كندا :* يعتبر كل ثالث مواطن عضواً في جمعية تعاونية.
*• في فرنسا :* تؤمن التعاونيات 700,000 فرصة عمل ، كما أن 80% من الإنتاج الزراعي الفرنسي توفره التعاونيات.
*• في اليابان :* ينتمي 91 % من المزارعين إلى التعاونيات.
*هولندا* تمتلك حوالي 1,2 مليون رأس من الأبقار فقط ، إلا أن منتجاتها الحيوانية غطت دول العالم بفضل التنظيمات التعاونية والتنظيم والإدارة.
*• المغرب إحدى التعاونيات..* الجمعية التعاونية لحليب جودة في المغرب سجلت علامات تجارية مرموقة ، وأصبحت هذه التعاونية منافساً قوياً لإحدى الشركات الكبيرة النشيطة في نفس المجال.
• ومن أبرز التطبيقات التعاونية الناجحة ما جرى *في الهند* التي كانت تستورد 50% من الغذاء لسكانها ، ونجحت من خلال التعاونيات الزراعية في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء ، بل وصدرت الفائض ، وأصبحت تعاونيات المزارعين الهندية تملك نسبة 100% من تصنيع الأسمدة والآلات الزراعية والسكر ، وجميع الصناعات الغذائية وأبرزها صناعة الألبان ومنتجاتها ، وحالياً أصبحت الهند تحل محل الولايات المتحدة الأمريكية كأكبر دولة منتجة للألبان على مستوى العالم بفضل الجمعيات التعاونية لصغار المنتجين ، وبذلك تحول الريف الهندي إلى قرى صناعية بإمتياز.
لذا فقد أصبح العمل على أحياء وتفعيل دور التعاونيات الزراعية في بلادنا نهجاً وممارسة أمراً مُلحاً ومُلزماً خدمة لتحقيق أهداف التنمية المحلية المستدامة .
ولايمكن الخروج من الأزمات الاقتصادية وتأمين الأمن الغذائي واستقلال القرار الاقتصادي إلا بتفعيل العمل التعاوني الجاد الذي يعتبر أصل من أصول التنمية من خلال إعادة تأهيل التعاونيات الزراعية التي تمثل قواعد الحركة التعاونية الزراعية الجنوبية ، حتى تستطيع إعادة دورها الريادي في تحسين وزيادة الإنتاج الزراعي النباتي والحيواني الكفيل بتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة..
..