أفريقيا بين إمكانات الطاقة الشمسية الهائلة وتحديات الاستثمار

النقابي الجنوبي – وكالات
في صحراء “كالاهاري بمقاطعة كيب الشمالية في جنوب أفريقيا”، يلمع مشروع (كاي إتش آي سولار ون) كأحد أبرز نماذج الطاقة المتجددة في القارة، حيث تنتج مراياه العملاقة بخارا عالي الضغط يولد 50 ميجا واط من الكهرباء تكفي لتشغيل أكثر من 40 ألف منزل يوميا.
ويعكس هذا المشروع الإمكانات الضخمة التي تمتلكها أفريقيا في مجال الطاقة الشمسية، إذ تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن القارة تحوز 60% من أفضل موارد الطاقة الشمسية عالميا.
ورغم هذه الثروة الطبيعية، لم تحصد أفريقيا سوى 2% من الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة عام 2024، وهو ما يضع القارة أمام فجوة كبيرة بين الإمكانات المتاحة والواقع الفعلي.
وفي قمة المناخ الأفريقية الأخيرة، التزم القادة برفع قدرة الطاقة المتجددة إلى 300 غيغاواط بحلول 2030، أي ما يعادل إنتاج نحو 114 محطة طاقة كبيرة.
وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن تصل نسبة 90% من كهرباء أفريقيا من مصادر متجددة بحلول 2050، عبر مزيج يشمل الطاقة الشمسية والرياح والكهرومائية.
وتشير بيانات مركز “إمبر” إلى أن واردات الألواح الشمسية من الصين ارتفعت 60% العام الماضي إلى 15032 ميغاواط، مع تسجيل 20 دولة أفريقية أرقامًا قياسية في الاستيراد.
غير أن التحديات لا تزال قائمة، فبحسب البنك الدولي يعيش 600 مليون شخص في القارة دون كهرباء، فيما لا يتجاوز معدل التزويد في غرب أفريقيا 8%. ويؤثر هذا النقص على التعليم والصحة والنمو الاقتصادي.
ويرى خبراء أن تسريع الاستثمار في الطاقة الشمسية يمثل فرصة تاريخية للقارة لمواجهة أزماتها التنموية وتداعيات التغير المناخي، إلى جانب تقليص اعتمادها على الوقود الأحفوري.