اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

جلال باشافعي يكتب: عندما يصبح الخلاف الإداري لعنة تقتل المؤسسة من الداخل

 

كتب/ جلال باشافعي

في أي مؤسسة أو مرفق حكومي أو خاص، سواء كانت مؤسسة إيرادية أو بنكًا أو هيئة خدمية، يُفترض أن تكون العلاقة بين رئيس مجلس الإدارة والمدير العام علاقة تكامل وتنسيق، لا صراع وتنافس. فالتناغم بينهما هو الأساس الذي تُبنى عليه سياسات التطوير والنجاح، أما حين ينقلب هذا التناغم إلى صراع خفي أو علني، فإن المؤسسة كلها تدفع الثمن، وأول من يُضحى به هم الموظفون.

عندما يختلف رئيس مجلس الإدارة مع المدير العام، لا يبقى الموظف في مأمن. تبدأ الحرب الصامتة، وتتحول حقوق الموظفين إلى رهائن في ساحة المعركة. تُحجب الترقيات، وتُجمد المستحقات، ويُقصى الكفاءات، وتُفتح الأبواب فقط أمام المحسوبين والمقربين من هذا الطرف أو ذاك.

تصبح الوظائف بعقود خفية، لا للجدارة، بل للولاءوتتحول المهمات والسفريات إلى مكافآت خاصة لمن يصفق، لا لمن يتقن
بينما الموظف المجتهد، الذي أفنى عمره في خدمة المؤسسة، يُجرد حتى من أبسط حقوقه

وهذا الانقسام لا يضر بالموظفين وحدهم، بل يدمر المؤسسة نفسها من الداخل. تضعف الثقة، تُشل القرارات، تتوقف المشاريع، وتضيع الإيرادات، خصوصًا إذا كانت المؤسسة ذات طابع مالي كالبنوك، فهنا تكون الكارثة أكبر، والخسارة أوسع، والأثر أشد فتكًا باقتصاد البلد وأمنه المالي.

المؤسسات لا تنهار من الخارج، بل تنهار حين يُسمح للصراعات الشخصية أن تطغى على المصلحة العامة، وحين يتحول الكرسي إلى غاية لا وسيلة

النجاح لا يصنعه رئيس مجلس متغطرس، ولا مدير عام متفرد، بل يصنعه العمل المشترك، والشفافية، ووضع مصلحة المؤسسة فوق كل اعتبار

كفى عبثًا بمصائر الموظفين
كفى تحويل المرافق العامة إلى ساحات للصراع
كفى جعل المجتهدين ضحايا والمنافقين أبطالًا

آن الأوان أن نقولها بصوت واضح
خلافكم دمر المؤسسة وذنب الموظفين برقابكم
الحليم تكفيه الإشارة

جلال باشافعي
صوت الشعب الجنوبي

زر الذهاب إلى الأعلى