هل تتراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوى في 2025م؟

النقابي الجنوبي/خاص
تواصل أسعار النفط العالمية هبوطها للأسبوع الثالث على التوالي وسط حالة من الترقب والقلق في الأسواق العالمية، حيث تشهد الأسعار ضغوطاً متزايدة بفعل قرارات إنتاجية وتحولات اقتصادية كبرى. نستعرض في هذا التقرير الصحفي آخر أسعار النفط اليوم الأحد، العوامل المؤثرة في حركة السوق، وتوقعات المرحلة المقبلة.
تشير أحدث البيانات إلى استمرار انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية. فقد سجل خام برنت، وهو المعيار العالمي لتسعير النفط، نحو 64.35 دولاراً للبرميل في آخر تحديثات الأسبوع الماضي.
أما خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي فقد بلغ 61.08 دولاراً للبرميل، وسجل خام أوبك 65.60 دولاراً للبرميل. هذه الأسعار تعكس تراجعاً ملحوظاً مقارنة بالفترة السابقة، حيث كانت الأسعار تتجاوز 66 دولاراً للبرميل في منتصف مايو.
شهدت أسعار النفط ضغوطاً هبوطية لعدة أسباب رئيسية، أبرزها زيادة مخزونات النفط الأمريكية، إذ أفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بارتفاع مخزونات النفط الخام في نهاية الأسبوع الماضي، ما عزز المخاوف من فائض في العرض مقابل الطلب العالمي. كما تناقش منظمة أوبك بلس حالياً إمكانية زيادة الإنتاج لشهر يوليو المقبل، وهو ما أثار مخاوف من أن أي زيادة في المعروض قد تتجاوز نمو الطلب العالمي وتؤدي إلى مزيد من الضغوط على الأسعار. إضافة إلى ذلك، أدى خفض وكالة موديز التصنيف الائتماني للديون السيادية الأمريكية إلى إضعاف التوقعات الاقتصادية لأكبر مستهلك للطاقة في العالم، مما حد من ارتفاع الأسعار رغم بعض المؤشرات الإيجابية في السوق. ولا يمكن إغفال استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى، إلى جانب تباطؤ الاقتصاد العالمي، مما زاد من مخاوف ضعف الطلب على النفط.
تؤثر تحركات أسعار النفط بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي وأسواق المال، حيث يؤدي تراجع الأسعار إلى انخفاض أرباح شركات الطاقة الكبرى، ما يدفعها لتقديم تطمينات للمستثمرين بشأن استراتيجياتها المستقبلية. كما أن الدول المعتمدة على صادرات النفط قد تواجه ضغوطاً مالية في حال استمرار تراجع الأسعار لفترة طويلة. في المقابل، قد ينعكس انخفاض الأسعار إيجاباً على أسعار الوقود والطاقة للمستهلكين، مما يخفف من حدة التضخم في بعض الدول.
تشير التوقعات إلى استمرار حالة التذبذب في أسعار النفط خلال الأسابيع القادمة مع ترقب نتائج اجتماع أوبك بلس في بداية يونيو، والذي سيحدد سياسة الإنتاج للفترة المقبلة. كما ستظل الأسواق تراقب عن كثب بيانات المخزونات الأمريكية والتطورات الاقتصادية العالمية، خاصة في ظل استمرار التوترات التجارية وتغيرات الطلب الموسمية.
في الختام، تشهد أسعار النفط العالمية اليوم الأحد تراجعاً ملحوظاً مدفوعة بزيادة المعروض وارتفاع المخزونات الأمريكية إلى جانب مخاوف اقتصادية وتجارية عالمية. وبينما تترقب الأسواق قرارات أوبك بلس المقبلة، يبقى مستقبل الأسعار رهناً بتوازن العرض والطلب وتحولات الاقتصاد العالمي، ما يجعل سوق النفط في حالة ترقب دائم وتحركات مستمرة