اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الوزير “الوالي” يطرح رؤيته للخروج من الأزمة: حكومة جنوبية خالصة وتحالف استراتيجي حتى سقوط الحوثي

أشاد بخروج النساء الجنوبيات، و وصف الوضع بأنه “كارثي ولا حل” وهاجم تحالفات الفساد والانتهازية السياسية

النقابي الجنوبي/العاصمة عدن/خاص

في بيان صحفي صريح وشامل، قدّم وزير الخدمة المدنية في حكومة المناصفة أ. د. عبد الناصر الوالي توصيفًا دراميًا للأزمة المتفاقمة في الجنوب، لاسيما في العاصمة عدن، مؤكدًا أن “الوضع كارثي ولم يشهد له التاريخ مثيل”، وأن الحل بات يقتضي تشكيل حكومة جنوبية خالصة تدير الجنوب من عدن، بالتوازي مع حكومة شمالية في مأرب أو تعز، ضمن تحالف استراتيجي برعاية إقليمية ودولية.

الوالي افتتح بيانه بالتحية لنساء الجنوب وعدن، واصفًا إياهن بأنهن “روح الجنوب وضميره الحي”، مؤكدًا أن الجنوب يمر بمرحلة “عصيبة ومعقدة لم يشهد لها التاريخ مثيل”، في إشارة إلى عمق الأزمات المعيشية والانهيار الاقتصادي.

المعلمون والأساتذة في دائرة القهر

وسلط الوالي الضوء على الإضرابات المتكررة التي نفذها المعلمون وأساتذة الجامعات، احتجاجًا على التردي الحاد في أوضاعهم المعيشية، قائلًا:

> “هُزم وخُذل المربي والمعلم. ولا حل.”
“هُزم الأساتذة والعلماء. ولا حل.”

وأشار إلى أن الحرب الاقتصادية باتت تُدار عبر الضغط على الرواتب والخدمات، واصفًا ذلك بأنه “فجور في استخدام الخدمات العامة كوسيلة ضغط سياسي وجزء من الحرب على الجنوب.”

الانهيار الاقتصادي وكرامة الإنسان الجنوبي

وتناول الوالي الواقع اليومي للناس في عدن، مستعرضًا كيف “أُطفئت شعلة المصافي، وأُوقِف ميناء بلحاف، ومُنع تصدير النفط، وحوصرت الموانئ”، ما أدى إلى انهيار العملة وارتفاع أسعار الغذاء ارتفاعًا فاحشًا.

وقال:

> “نحن في عدن غذاؤنا بسيط، قليل من الفاصوليا أو البيض، قطعة سمك أو دجاج وقليل من الخبز أو الأرز، ومع هذا أصبح الحصول على واحد منها فقط أمرًا فيه مشقة، ولربما تُهدَر من أجله الكرامة ويُهان الرجل وتُذل المرأة. ونحن رجال ونساء أعزاء لا نقبل أن نُهان أو نُذل. ولا حل.”

من نكسة 1994 إلى انتصار 2015

وفي استحضار تاريخي، عاد الوالي إلى مشهد انطلاق المقاومة الجنوبية، قائلًا:

> “خرجنا من عام 1994م إلى الساحات بكل أشكال الاحتجاجات الشعبية والعصيان المدني والمقاومة الشعبية من أجل الحرية والعيش الكريم…”

“وقعت القارعة الكبرى والمواجهة العظيمة في 2015م… وانتصرنا بفضل من الله ودعم من التحالف ولعدالة قضيتنا.”

إلا أن هذا النصر لم تُترجم ثماره – بحسب قوله – إلى
واقع ملموس، مضيفًا:

> “ذهب الشهداء ولا زال الجرحى واليتامى والثكالى والأرامل يُهانون بعد عشر سنوات من النصر. ولا حل.”

من المسؤول؟ الصراع والخيانة السياسية

وحمّل الوالي مسؤولية الانسداد السياسي والصراع إلى أطراف تسعى لربط مستقبل الجنوب بالعودة إلى صنعاء، واصفًا ما يحدث بأنه:

> “صراع محموم على الشراكة في إدارة الجنوب وإبقائه رهينة حتى العودة إلى صنعاء… ولا حل.”

وأشار إلى خيانة بعض القوى السياسية التي وقّع معها الجنوبيون اتفاقات تحالف، مضيفًا:

> “دخلنا في اتفاق تحالف مع القوى السياسية الشمالية ضد مشروع الهيمنة والانقلاب الحوثي… فوجدنا أنفسنا نتصارع على خيرات الجنوب، بل وهناك من الحلفاء من أدار ظهره للحوثي ووجه بندقيته وإعلامه نحو الجنوبيين. ولا حل.”

ثم تساءل الوالي باستنكار:

> “أين المشكلة؟ وما هو الحل؟”

رؤية الوالي: حكومتان وتحالف مشترك

وعرض الوالي تصوره لحل الأزمة، قائلًا:

> “الحل من وجهة نظري حكومة جنوبية خالصة تدير المناطق الجنوبية وعاصمتها عدن. وحكومة شمالية تدير المناطق الشمالية، يكون مركزها مأرب أو تعز. وتحالف استراتيجي بين الحكومتين بمباركة إقليمية ودولية حتى إسقاط المشروع الانقلابي الحوثي سلماً أو حرباً.”

وأردف محذرًا:

> “ربما هذا الأمر اليوم ممكن ومتاح، وهو حل مقبول وعادل. وقد يصير الأمر غير متاح وغير مقبول منا غداً.”

النساء أولًا… والسياسة ليست فن الممكن فقط

في جزء لافت من بيانه، أشاد الوالي بخروج نساء عدن والجنوب للتظاهر، قائلًا:

> “اليوم خرجت حرائر عدن والجنوب لتعبر عن غضبها ورفضها لهذا الوضع الكارثي واللا إنساني، وهن محقات كل الحق، ومنهن من يحمل الانتقالي المسؤولية، وهذا أيضًا حق لهن، فالانتقالي مسؤول عن هذا الشعب ولن يتخلى عن مسؤوليته بأي حال من الأحوال (إن شدوا أرخينا وإن أرخوا شدّينا ولكن إلى حين)، رغم معرفتنا بان منهن من ينطبق عليهن( كلمة حق اريد بها باطل) وكان هدفهن ومن وجههن وحرضهن هو ضد الجنوب ولكن سنقف مع المحقات ونتصدى للباطل وقد تصدت له حرائر الجنوب واصبح اللعب على المكشوف.”

وفي توضيحه للفروق بين العمل السياسي والوطني، قال:

> “يقولون إن العمل السياسي هو فن الممكن، وأقول: أما العمل الوطني فهو فن المستحيل.”

ثم وجّه تحذيرًا من مغبة تصعيد الغضب:

> “اليوم خرجت النساء لأنهن السلام وهن الصبر، فلا تنتظروا خروج الرجال، فإن خرجنا فلا صبر ولا سلام. ونقول في عدن: (ومن كذب جرب).”

واختتم الوالي بيانه بدعاء يحمل رسالة:

> “أدعو الله أن يتغلب صوت العقل والحكمة.”

تحليل صحفي:

كلام الوالي يجمع بين السرد العاطفي والطرح السياسي الواقعي، إذ يرسم صورة سوداوية للوضع الراهن، لكنه في الوقت نفسه يضع خريطة طريق تستند إلى فكّ الاشتباك بين الجنوب والشمال إداريًا وسياسيًا، دون التفريط بالتحالفات أو الأهداف الوطنية.
كما أن استخدامه لعبارات حادة مثل “ولا حل” و”اللعب على المكشوف” يوحي بأن صبر القيادات الجنوبية بدأ ينفد أمام تعقيدات المشهد والتحالفات المتقلبة.

زر الذهاب إلى الأعلى