اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

لماذا نحلم بالسجن؟ رموز غامضة تكشف أسرار النفس والمصير

تمثل رؤية دخول السجن في المنام مشهدًا رمزيًا غنيًا بالدلالات، يتقاطع فيه النفسي بالروحي والاجتماعي بالديني، ما يجعل من تفسيره مسألة تتطلب تأملًا عميقًا في ظروف الحالم ومشاعره.

فبحسب ما أورده مفسرون، فإن السجن في الحلم قد يكون مرآة لحالة من العجز أو المرض أو الشعور بالقيود، سواء كانت تلك القيود نفسية أو ظرفية. وتشير الرؤى التي يظهر فيها الحالم داخل سجن إلى المرور بأزمة صحية أو شعور بالضيق، وقد تكون علامة على فقر مدقع أو همّ ثقيل يعجز معه الإنسان عن التحرر أو التصرف بحرية.

وفي بُعد آخر، تتقاطع هذه الرؤى مع تصورات الموت وما بعده، إذ يربط بعض المفسرين بين السجن المجهول والقبر، معتبرين أن رؤية المريض في سجن غير معروف قد ترمز إلى اقتراب الأجل. أما السجن المعروف، فيُفسَّر بأنه فترة مرض قد تطول لكنها قابلة للشفاء، مما يضفي بعدًا من الأمل على التفسير.

وبالنسبة للمريض الذي يرى نفسه داخل سجن، فإن كان الحلم يشير إلى سجن مجهول، فقد يدل على نهايته الوشيكة إن لم يُكتب له الشفاء. أما إن كان السجن معروفًا، فقد يدل ذلك على استمرار المرض دون رجاء، إلا إذا تاب أو زال عنه الخطر فجأة.

من التفسيرات المثيرة للانتباه أيضًا، ما جاء في رؤية شخص يختار بنفسه دخول السجن، حيث يشير هذا إلى موقف أخلاقي أو ديني، يستند إلى ما فعله النبي يوسف عليه السلام حين قال: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}، وهو تعبير عن النجاة من الفتنة أو الوقوع في معصية الزنا، وذلك بفعل إيمانه وثباته.

أما لزوم السجن والبقاء فيه بعد الدخول، فإن له تفسيرات متباينة، بعضها يرتبط بالذنب والعقاب، كأن يكون الحالم ارتكب معصية ويقع عليه الحد الشرعي، أو يكون رمزًا لسجن معنوي من صنع الشيطان، ما يعكس همًّا ونكدًا وربما نفاقًا.

ويلفت بعض المفسرين إلى أن السجن قد يدل على الزوجة المتعبة أو الدنيا بما فيها من أعباء وهموم، وقد يشير إلى الصمت المطبق وكفّ اللسان، أو إلى مكائد الأعداء وتربصهم بالحالم.

في المحصلة، تؤكد أغلب التفسيرات أن السجن في المنام ليس رمزًا واحدًا، بل يتغير معناه بتغير حال الرائي، فالسجن قد يكون عقابًا أو حماية، وقد يكون تنبيهًا روحيًا أو إشارة إلى عزلة اختيارية. وهو في النهاية دعوة لمراجعة الذات وتقييم القرارات، والبحث عن أبواب الفرج مهما بدت مغلقة.

زر الذهاب إلى الأعلى