اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

اوقفو الثارات

 

كتب/ جلال باشافعي

إخواني وأخواتي

أوقفوا هذه الثارات العبثية التي لن تصبّ إلا في خرابنا ودمارنا. لقد دُمِّرَت بيُوتٌ وأُسرٌ بأكملها، وضاع نُسَلٌ وأجيالٌ بسبب قصة ثأر لا تنتهي. أيعقل أن يستمرّ القتل والحقد على اسمٍ أو قبيلةٍ أو إرثٍ، فيما نحن جميعًا إخوة في الإنسانية والدين؟

ما ذنب الأم التي فقدت ولدها بالرصاص؟ وما ذنب الأطفال اليتامى الذين باتوا يشعرون بأن لا غد لهم؟ إنّ قاتلًا واحدًا ارتكب جريمةً فرديةً، ولكنّ دمًا كثيرًا سُفك ظلماً وجورًا بعده، وأصبح اعتداءً مستمرًّا يطال الأبرياء. أين العدل، وأين الرحمة التي أمرنا بها ديننا؟

أين العلماء وخطباء المساجد والمثقفون الذين عليهم واجب النصح والتهذيب؟ ألم يحن الوقت ليكون صوتُ الحقِّ أعلى من صوت البندقية؟ ألم يحن الوقت لنبعث رسالةً واحدةً موحَّدةً تقول: “كافحوا الظلم ولا تُرمّموا حلقات الانتقام”؟

إنّ عبث الثأر لن يوسّع دائرة الأمان ولا يعيد روحَ المحبّة إلى قلوبنا. بل يزيد الشرخَ بيننا، ويشعلُ نارًا لا يطفئها إلا التفاهم والمصالحة.

ليتذكَّر الجميع:

القاتل يُحاسب أمام القضاء، لا يُسفك دم بريء بدلاً منه.

الدمُ الدمُّ، لا يُعدل بمثله إطلاقًا.

الجريمة جريمةٌ، والقصاص قصاصٌ، ولكن لستم ملزمين بأن تكونوا أداةً للانتقام.

ياأمةً ضاقت بها الأرض بسلاحٍ يسوقه المغرضون، كفّوا أيديكم عن بعضكم، وامتنعوا عن إذكاء نارٍ أطفأتها دموع الأمهات. حان الوقت لوضع حدٍّ لهذا العبث اليوم قبل غد.

اخوتي، لنجتمع على كلمةٍ سواء، ولنعتمد على الحكمة والعدل في حلّ خلافاتنا. لنبادر نحن أولًا، فلا تنتظروا من يهدّيكم السلام، بل كونوا أنتم مبادرين إلى سلامٍ دائمٍ وأخوةٍ صادقة.

والله أسأل أن يردّ القلوب إلى رشدها، ويجعلنا جنودًا للرحمة لا جنودًا للقتل.
وصلى الله على سيدنا محمد، خاتم المرسلين.

جلال باشافعي | صوت الشعب الجنوبي

زر الذهاب إلى الأعلى