إسرائيل لن تنتحر في الهجوم البري والبقاء في الجنوب اللبناني
خالد سلمان
لن تنتحر قوات الإحتلال في لبنان، ولن تعيد تجربة البقاء في الجنوب الذي دفعت جراءه فواتير عالية، إنتهت بالإنسحاب القهري ،والهزيمة الكاملة عام ٢٠٠٠.
تحشدات تتناقلها وكالات الإعلام الدولي الآن ، هي في التفسير العسكري مقدمة لدخول بري ، ولكنه لن يكرر تجاربه السابقة بخلق شريط أمني ومنطقة عازلة ، حيث البقاء يعني إحتلالاً والإحتلال سيُقاوم من كل الشعب اللبناني، وسيُعاد إحياء تشكيلات مقاوِمه تستلهم من تجربة الحركة الوطنية أنصع صفحات الإقدام والتضحية.
كل ما ستفعله قوات الإحتلال ليس أكثر من دخول محدود لتنظيف الشريط الحدودي ، من أنفاق وخنادق وسلاح وأفراد حزب الله ، وإجباره على تنفيذ القرار ١٧٠١ بالإنسحاب إلى ماوراء نهر الليطاني ، واخراج مستوطنات الشمال خارج مظلته الصاروخية.
إذا كانت قضية القوى السياسية الحزبية في لبنان ، هي الضغط من أجل تسليم ملف الأمن والحدود والسلاح للدولة والجيش اللبناني ، فإن دخول الإسرائيلي على خط التفاعلات الداخلية اللبنانية، سيفرغ هذا المطلب المستحق من أولويته، سيخلط الأوراق وستتحول القضية الرئيسة من نزع سلاح حرب الله لصالح إحتكار الدولة للقوة ، إلى الإلتفاف تحت عنوان جامع: مقاومة الإحتلال.
للعدو الإسرائيلي مصفوفة مهام : تنظيف لبنان من حزب الله عسكرياً ، ثم الإستدارة نحو بقية أذرع إيران إبتداءً من اليمن وحتى بقية العواصم المختطفة ، وإجبار طهران على التراجع نحو داخلها، والكف عن فكرة التوسع وبسط النفوذ في محيطها الإقليمي ، ومن ثم صياغة معادلة جديدة رأس حربتها إسرائيل ، وإخراج التحالفات المسكوت عنها من السر إلى العلن ، وإنجاز موضوع التطبيع الشامل لا السلام البارد مع دول المنطقة .
السؤال ليس في رسم الأهداف وحسب، السؤال هل تنجح؟