الاحتلال اليمني ووجوده .. الجنوب في قبضة الأزمات السياسية والاقتصادية.. تحديات راهنة وآمال غائبة، فماذا يحمل المستقبل ؟

كتب/ زكية باحشوان
يمر الجنوب بمرحلة حرجة تتشكل فيها الأزمات السياسية والاقتصادية واقعًا يوميًا يعيشه المواطن الجنوبي
تعاني المجتمعات الجنوبية من ضغوطات عدة تدفع بالكثيرين إلى التساؤل عن مستقبلهم، ويعكس هذا المشهد المعقد التحديات الراهنة والآمال الغائبة، مما يثير التفكير في ما يخبئه المستقبل.
منذ ماتسمى بالوحدة اليمنية في عام 1990 وما تلاها من أحداث، وخاصة بعد تصاعد حركات الحوثي المسلحة في 2015، يعاني الجنوب من أزمات سياسية متتالية. تشير العديد من الآراء إلى أن الاحتلال اليمني قد ألقى بظلاله على الحياة اليومية للجنوبيين، مما أثر على استقرار المنطقة. يعتبر المجلس الانتقالي، بقيادة عيدروس الزبيدي، صوتًا جنوبيًا يطمح لاستعادة الهوية الوطنية والانفصال عن الهيمنة الشمالية، ولكنه ليس سبب الأزمات بل يمثل جزءًا من الواقع السياسي.
تواجه المجتمعات الجنوبية تحديات تتعلق بتشكيل جبهات موحدة تضم مختلف القوى السياسية، حيث تتضارب المصالح وتتنوع الرؤى، وعلى الرغم من هذه الصعوبات، يقوم المجلس الانتقالي بجهود لتعزيز هوية الجنوب واستعادة الدولة من خلال ممارسات سياسية واضحة.
فيما يتعلق بالأزمات الاقتصادية، فإن الوضع لا يقل سوءًا، حيث تتسبب الصراعات المستمرة وعدم الاستقرار السياسي في ارتفاع مستويات الفقر والبطالة بشكل كبير، مما ينعكس سلبًا على الحياة اليومية. يعاني المواطنون من تكاليف المعيشة المرتفعة، ويواجه قطاع الأعمال المحلي تحديات جسيمة في التوظيف وزيادة الإنتاجية. تغيب الاستثمارات بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية، مما يعيق جهود التنمية والاستقرار الاقتصادي.
تعتبر قطاعات التعليم والصحة من العوامل الحيوية التي تحتاج إلى تحسين عاجل، إذ يعاني النظام التعليمي من فشل في توفير المرافق والموارد اللازمة، مما يعيق الطلاب عن الحصول على تعليم جيد. وفي المقابل، تواجه الخدمات الصحية نقصًا حادًا في المرافق والإمدادات، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الأسر.
رغم الأزمات التي تعصف بالجنوب، لا يزال المواطنون متمسكين بأمل تحقيق الاستقلال واستعادة الهوية الوطنية. هناك رغبة قوية في العودة إلى نظام قانوني عادل يضمن للجنوبيين حقوقهم. يشير وجود قيادات مثل عيدروس الزبيدي إلى مستوى من الأمل والتفاؤل، خصوصًا في ظل وجود جبهة موحدة تسعى لتحقيق تطلعات الشعب.
يلزم أيضًا دعم المجتمع الدولي لتحقيق أهداف الجنوبيين الوطنية، حيث إن الاعتراف الدولي لقضيتهم قد يساهم في تعزيز مكانتهم على الساحة السياسية والإقليمية. إذا تمكنت القوى السياسية الجنوبية من تحقيق توافق واستعادة الثقة، فإن هناك إمكانيات حقيقية للتغيير. يعتمد المستقبل على مدى نجاح السكان في دعم مؤسسات مستقلة تهتم بمصالحهم وتلبي احتياجاتهم.
تظل الأزمات السياسية والاقتصادية تحديات حقيقية تعوق تقدم الجنوب، ولكن الأمل لا يزال قائمًا بفضل الروح القتالية لمواطنيه. . إن معالجة القضايا الجوهرية، مثل الإدارة السياسية والتحديات الاقتصادية، يمكن أن تساعد الجنوبيين في استعادة هويتهم وبناء مجتمع يعزز من التنمية والازدهار.
إن مستقبل الجنوب يحتاج إلى عمل جماعي ورؤية واضحة لتحقيق الأهداف الوطنية المنشودة.
تقرير : زكية باحشوان