أزمة المعلمين تكشف هشاشة شعار الحكم الذاتي في حضرموت

النقابي الجنوبي/السميفع/خاص
تواصل حضرموت مواجهة أزمة المدارس المغلقة وتعطل العملية التعليمية، في وقت يقف فيه من يرفعون شعار الحكم الذاتي عاجزين عن تقديم حلول عملية، تاركين المجتمع يتحمل تبعات الفراغ الواقعي للشعار.
الإعلامي سعيد بكران يؤكد أن أزمة المعلمين كانت «أوضح اختبار سقط به الشعار ورافعوه»، مشيرًا إلى أن من يرفضون المركزية بالقول، يطالبون المركز بالتدخل لحل مشكلة الرواتب، رغم أن الحل ممكن محليًا ويُمنع بقرارات محلية.
ويضيف بكران أن المحافظة تمتلك موارد مالية، أبرزها الكميات الممنوعة من الديزل والمازوت، التي كان يمكن بيعها لتخصيص الأموال لرواتب المعلمين وضمان عودة المدارس. لكنه يشير إلى أن الأزمة استُخدمت كوسيلة انتقام سياسي ضد المحافظ، بدل أن تكون فرصة لإظهار جدية في إدارة الحكم الذاتي.
المفارقة، بحسب بكران، أن رفع شعار الحكم الذاتي لم يقلل المركزية، بل عمّقها، حين تُترك المشاكل دون حلول ويُستغل الشعار لدغدغة العواطف. ويضيف أن هذه الممارسة لا تهدد العملية التعليمية فحسب، بل تضعف الثقة بين المجتمع والجهات التي تزعم تمثيله.
ويؤكد بكران أن الحكم الذاتي ليس مجرد كلمات أو شعارات براقة، بل ممارسة عملية تبدأ من معالجة القضايا اليومية مثل استمرار التعليم وصرف الرواتب، وأن من يرفض الحلول المحلية ثم يطلب تدخل المركز يكشف ازدواجية واضحة في الموقف.
أزمة التعليم اليوم فضحت الحقيقة: من يترك المدارس مغلقة ويمنع الحلول المحلية، لا يسعى لإدارة ذاتية أو لامركزية حقيقية، بل يستغل الأزمات سياسياً، تاركًا أبناء حضرموت يواجهون واقعًا مريرًا بعيدًا عن الأوهام.