اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الجنوب في ذاكرة السينما السودانية

كتب/ وقاص النعمي

قبل أيام قليلة وانا اتابع قناة الجزيرة الوثائقية تابعت فيلما وثائقيا عن تاريخ السينما في السودان ..جميع من شاركوا في البرنامج تحدثوا عن قلة المنتوج السينمائي السوداني واقتصاره على الافلام الوثائقية أو الافلام الروائية القصيرة وعدم وصول مخرجي السودان إلى مرحلة صناعة فيلم سوداني طويل

لكن ماشدني في البرنامج حديث مخرج سوداني من جيل السبعينات تحدث عن تجربة اخراجه لفيلم وثائقي قصير صورت احداثه في جنوبنا الحبيب..إذ تحدث المخرج سليمان ابراهيم عن زيارته لشقيقه الذي كان يعمل في منظمة الفاو في عدن ..ثم زار المخرج صحراء حضرموت تزامنا مع افتتاح مدرسة للبدو الرحل وقام بإخراج فيلم وثائقي بعنوان ( لكن الأرض تدور )

الشيء الأهم الذي ركز عليه مخرج الفيلم في حديثه عن استغرابه الشديد لوجود غرفة موسيقى في المدرسة مجهزة بعدد من الآلات الموسيقية وتدريب الطلاب على. العزف ومبعث استغراب المخرج سليمان ابراهيم هو مدى اهتمام الدولة في الجنوب بتعليم الموسيقى لأبناء البدو الرحل في قلب الصحراء

طرح سؤالا في البرنامج هل كانت دولة الجنوب مهتمة بالفن والموسيقى إلى هذه الدرجة التي تجعلهم يركزون اهتمامهم في إنشاء جيل مولع بالفن والموسيقى حتى في أقاصي الصحراء في فترة لم يكن مر على تأسيس دولة الجنوب أكثر من عشر سنوات باعتبار أن سنة زيارته للمدرسة واخراجه للفيلم الوثائقي هي سنة 77 …انتهيت من مشاهدة البرنامج وانا اطرح نفس التساؤل وان كان بشكل بكائي

هل كنا دولة متقدمة مقارنة بمحيطنا الجغرافي إلى هذا الحد..ماذا لو استمرت دولة الجنوب قائمة بنفسها ولم تدخل في النفق المظلم الذي جرنا إلى وحدة مشؤومة من قوم من العصور الجاهلية المظلمة؟

أي جرم ارتكبناه بحق أنفسنا يوم أن قبلنا بأن نكون مع هؤلاء الاشقياء في كيان واحد…

أما ان الاوان للافتكاك من وضعنا هذا والنهوض من جديد والتطلع لمواكبة ركب الأمم في التقدم والازدهار…

وقاص فيصل نعمي

ناشط سياسي ومجتمعي جنوبي

عدن 13/8/2024

زر الذهاب إلى الأعلى