اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

((اخونة التعليم الجنوبي)). 

 

صالح الضالعي.

كان التعليم الجنوبي ذات يوم يشار له بالبنان لاسيما وان المعلم الجنوبي كان يتمتع بايدلوجية وطنية لايشوبها شائب كونها تنهل من ماءزلال جنوبي يتسم بحب الانتماء والهوية الوطنية.

منحت اليونسيف شهادتها المعمدة باعتراف صريح بان الجنوب الدولة العربية التي تجاوزت الرقم الصعب، وحجزت لها كرسي نعليمي متقدم على مستوى العالم، اذ قالت بان الجنوب تخلص من الامية ولم تعد لهاوجود الا من قلة.. لكن ماذا حصل للتعليم الجنوبي بعد عام 1990م؟-الجواب وببساطة يحدثك المواطن الجنوبي البسيط بأن قوى التكفير اليمني رمت بالكرة الثلجية الى ملعب التعليم الجنوبي ومارست اسلوبها الرخيص والمتمثل بطمس الهوية وتحت عباءة الدين كغطاء لها لنشر وبث سموم افكارها المتطرفة.

نقلت الجماعة التكفيرية نشاطاتها من اليمن وارسلت وفودها الفاتحة كما اسمتهم حينها لتعليم كوادرنا التعليمية اصول الفقه الاسلامي واعينها على الصرح لغايتها التي تبرر وسيلتها.

بعد حرب صيف1994م كان منهاج الجماعة غزو الجنوب عسكريا تخلله غزوا فكريا ومن المنهاج والى المدرس والطالب بدات الحكاية.. حكاية تتمثل بتغيير مدراء المدارس بداء من العاصمة الجنوبية عدن ليبلغ قرارها إلى آخر منطقة اوقرية بالجنوب.

لم نسمع يوماً بان المعلم الجنوبي تذمر من ان راتبه الذي لايساوي نصف راتب الجندي الجنوبي، حينما تمتع بمزايا عدة، ولم يقل المنتمي للسلك التعليمي بانه مظلوما، بل كان شعلة متقدة ونحلة لاتكل ولا تمل نشاطا وانضباطا، رحم الله تلك الايام التي نتذكرها وكانها حلم او اقصوصة الف ليلة وليلة.

بإختصار ان المراجعة اليوم مطلوبة للمنهاج اولا ومن ثم تصفية الشوائب التي علقت بجسد التعليم الجنوبي حتى يتمكن من النهوض والعودة الى مربع ماضوي كان هنا.

اغلاق المدارس وتحت حجج تبدو بالحقوقية امر يتوجب قراءة ماوراء الاضراب الذي يمس اكبر شريحة جنوبية الا وهى الفقراء.. اضراب افسح المجال امام القطاع الخاص التعليمي الى مد رجليه لينام مطمئنا ولسان الحال يقول اخاف منك واخاف عليك- بدوره المواطن الجنوبي يوجه اصابع اتهامه بان هناك ادوات تقوم بواجبها محاربة التعليم وتجهيل الابناء.. صاحب الحاجة يقف مندهشا ومتسائلا ماذا يجري، كيف ومن ومتى؟، اسئلة تضع نفسها لتقول بان الجنوبيين يعانون الامرين في ظل حكم الكهنوت اليمني ومازال يتحكم بمفاصل القرار ولم نتحرر بعد.. فشل الاضراب في عامين على التوالي ذلك حينما كانت الجماعة الاخوانية تتحكم في القرار وفي شتى مناحي الحياة..

ومن هنا يطرح المواطن الجنوبي أسئلته، لماذا اليوم ينجح الاضراب وبنسبة كبيرة جدا وبمظلومية كانت غطاء ورداء للنجاح.؟.. كيف بالامس فشلت الاضرابات التي دعت لها نقابة المعلمين والتربوبين الجنوبيين في عام 2018م و2019م، واتذكر جيدا بان الحرج بلغ مبلغا كبيرا لدى قيادة النقابة ذلك بعد فشل الاضراب فشلا ذريعا لتنعكس على صاحبها رغم صوابيتها سلبا، الامر الذي دعى الى تدخل قاضيا ليحل قضية المعلم الجنوبي العالقة – نفسها النقابة دعت لاضراب عامنا هذا تكلل بالنجاح وتلك اسرار لايعلم فك شفراتها وطلاسمها الا من سحر مركب من قبل صاحبه.. لقد بلغت قلوب الفقراء في تجهيل ابناؤهم الحلقوم، وكفى عبث بعقولنا وكان المعلم الجنوبي وحده من يذوق المروالعلقم ومن دونه فلا، اي وكأن الشعب يعيش في بحبوحة وجنات ونهر، ورغد العيش اتخمت بطنه جراء تناوله اللحوم بافراط وهلمجراء.

يستشهد الجندي الجنوبي في الجبهات وبطنه خاوية وجسده تتناهشه العوز والفاقة، بينما ذاك الذي يطالب بحقه في ظرف كهذا وراتبه لم يتعرض للتاخير ولو لشهر واحد- كيف لو تم تاخير المطالبين بالحقوق لشهر فقط؟، بلا شك فالقيامة ستقوم وتهدم المعبد على ساكنيها.. هكذا تتم الغزوات والتعليم الجنوبي الذي تعرض لغزوات خيبرية اخوانية والحليم تكفيه الاشارة

زر الذهاب إلى الأعلى