اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

صالح بامقيشم يكتب.. الموقف المصري من أزمة السودان ..الحسم والحكمة.

 

 صالح بامقيشم

في ظل أزمة اقتصادية طاحنة وانهيارالعملة المصرية امام الدولار تأتي تحديات الحالة السودانية لتلقي بثقلها على كاهل الدولة المصرية بعد أن أصبحت دول الجوار جميعا غارقة في الازمات التي تؤثر بشكل كبير على الامن القومي المصري حيث جاءت الحرب السودانية لتغلق القوس المحيط بمصر بعد أن سبقتها ليبيا المشتعلة منذ سنوات وأزمة سد النهضة المنذرة بالاخطار ومن كل هذا نلاحظ :
_ أن حدود الأمن القومي المصري تتجاوز حدود الجغرافيا المصرية حيث تتأثر مصر بمايحدث في اليمن والعراق وسوريا فما بالك بمايحاذيها تماما كما هو حاصل في السودان
_ من غير المحتمل أن تتخذ الدولة المصرية سياسة الخط الاحمر كما حدث في سرت الليبية لكنها تفضل الدخول كوسيط محايد ونقطة الارتكاز هنا هو الحفاظ على بقاء السودان كدولة

_ وجه المغايرة في الحالة السودانية أن السودان بلد مترامي الأطراف وكانت مساحته تمثل عبئا على استقراره في ظل جهاز دولة صغير ويمثل الجيش عموده الفقري وانقسام الجيش لايعني سوى تفتيت البلاد وتشرذمها ولاتوجد دولة يحكمها جيشين

يدرك صانع القرار المصري أن المرحلة الانتقالية التي يعيشها العالم المتحول بشكل سريع من عالم أحادي القطب إلى متعدد الأقطاب سيغري عدد من الأقوياء بالتدخل في الشأن السوداني مما يهدد استقرار البلاد ويفاقم أزماتها لذلك كان الخطاب المصري ينطلق من ضرورة أن تكون الحلول نابعة من إرادة الشعب السوداني دونما ضغوط خارجية لإغلاق الباب على عملية الاستقطاب الخارجي الذي يمتلك سجلا سيئا في عدد من دول المنطقة
فتح الحدود أمام النازحين للوصول إلى الحدود المصرية بمايحمله من مضامين مهمة لاكتساب الثقة ناهيك عن الصدى الإنساني جعلت القاهرة محط الأنظار ازاء أي تحرك دبلوماسي لإيقاف الأوضاع المتدهورة في السودان كما أن تغاضي الإدارة المصرية عن التصرفات المليشاوية التي استهدفت جنود مصريين في السودان يعبر عن الحكمة وسعة الصدر وإدراك لاولويات التعاطي المصري مع الأزمة
الاسبوع الفائت كانت القاهرة تستضيف كتل سياسية معبرة عن قوى الحرية والتغيير الصوت المدني الاكبر الذي أطاح بنظام البشير في خطوة تستهدف زيادة الضغوط من أجل تحرك مدني واسع يجسد راي الشارع السوداني الذي يعتبر أن لاحل عسكري في البلاد كما أن اللقاء يهدف إلى تحشيد واسع لإنهاء الأزمة الإنسانية هناك

لا احد يحارب من أجل الديمقراطية حاليا في السودان ولايمكن إقامة الديمقراطية في الفراغ في ظل عدم وجود دولة والأولوية اليوم هي بقاء الدولة ولا دولة بدون جيش وطني وموحد

زر الذهاب إلى الأعلى