اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الرئيس عيدروس الزُبيدي.. الرجل الذي جعل السوق “ينطق”

 

كتب/ بسمة نصر

 

في بلد اعتاد على أن تتغير الوجوه دون أن يتغير الواقع، كان المواطن الجنوبي قد كفر بفكرة أن “القيادة تصنع الفارق”. حتى جاء الرئيس الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، وقلب هذه المعادلة رأسا على عقب، ليس فقط في كواليس السياسة، بل في الشارع، في السوق، في لهجة التاجر، وفي نبض المواطن.

 

حين تسلم الدكتور رشاد العليمي قيادة المجلس، لم يكن الشارع ينتظر معجزات، بل بصيص استقرار. لكن كل ما رآه المواطن هو صعود الريال السعودي إلى 770، وهبوط ثقته إلى ما دون الصفر. التجار ازدادت شراستهم، السوق ازداد فوضى، والدولة بدت كما لو أنها في إجازة رسمية.

 

– ثم جاء نبض الجنوب.

جاء لا حاملاً الوعود الفارغة، بل حاملاً هيبة القيادة ووضوح الموقف. في حضوره، ضبط السوق بأمر رئاسي وبلجان طارئة، وبوصلة السياسية. عرف كيف يخاطب الداخل والخارج، وكيف يشعر التاجر قبل المواطن أن “الدولة هنا”، وليست مجرد ختم على ورق أو صورة في جدار.

في عهده، بدأ السوق يعيد حساباته. لم يعد التاجر يتعامل من موقع اللامبالاة، بل من موقع الاحترام – وربما الحذر أيضا. تغير الصوت، تغير السلوك. وهذا، بحد ذاته، يحسب لا ينكر.

الرئيس عيدروس لم يأتِ ليكون ديكورا في معادلة هشة، بل ليثبت أن الجنوب يمكن أن ينتج قيادة راشدة، حازمة، نزيهة، قادرة على الإمساك بخيوط اللعبة لا أن تستهلك في تفاصيلها. ومن هنا، بدأ الفرق يظهر.

ولنكن صريحين: ما يحدث اليوم ليس نتيجة “سياسات اقتصادية عبقرية”، بل نتيجة رجل واحد يعرف جيدا من أين تؤكل كتف السلطة. رجل إذا تحدث أصغى له الناس، وإذا قرر، تحركت المؤسسات – أو بدأت تتحرك.

وإن كان السوق قد نطق، فإن ما قاله واضح:

“هكذا يكون الرئيس”.

 

ختاما: ليس تمجيدا.. بل تأكيد لحقيقة بدأت تظهر

وما بين صوت السوق وصوت المواطن، بات واضحا أن حضور الرئيس عيدروس الزُبيدي ليس عابرا، بل ضرورة. فقد أثبت أن الدولة لا تبنى بالكلام، بل بالمواقف. ولا تحترم بالقوة، بل بالقيمة.

لكننا هنا لا نكتب مقالا نصفق فيه لرجل، بل نؤسس لسؤال يجب أن يطرح:

> ماذا لو كانت كل مؤسسات الدولة تشتغل بمنطق الزُبيدي؟

ماذا لو كان الجنوب نموذجا يحتذى، لا مجرد ورقة في تفاهمات الخارج؟

في المقال القادم، سنتحدث عن التحول المؤسسي الذي بدأ يتشكل خلف الكواليس، عن الفرق بين “الإدارة” و”القيادة”، وعن ملامح مشروع دولة بدأت ترتسم في ملامح رجل.

حتى ذلك الحين، نقولها بوضوح:

عدن بدأت تتنفس بثقة، والسوق بدأ يتكلم بلغة عيدروسية.

زر الذهاب إلى الأعلى