اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

في احتفالاتهم بعيد العمال العالمي.. عمال الجنوب يشهدوا تدمير ممنهج لمسار اقتصادي جراء تركة الوحدة المشئومة

 

النقابي الجنوبي / خاص

مر شعب الجنوب بأسوء حالاته إبان عهد الوحدة المشئومة التي أفرزت في كل مراحلها بعد ال 22 مايو وخاصة بعد حرب صيف 94 كل معاني القهر والتذمر وتدمير الكادر الوظيفي من خلال خصخصة مصانع الدولة وبيع أصولها في صفقات لصالح كبار رجال الأعمال في الجمهورية العربية اليمنية وتجميدها في تدمير ممنهج وتشريد عمالها وإحالتهم إلى الشوارع حتى تتجنب منافسة جودة الصناعة في الجنوب.

أكبر وأعظم المصانع في الجنوب الذي تعرض لقرصنة سماسرة الدولة في الشمال وإغلاقها وإهمال العمال فيها وسلب حقوقهم القانونية كموظفي دولة وأحقيتهم في مزاولة أعمالهم والحصول على مستحقاتهم ودرجاتهم الوظيفية وترك الآلاف من موظفي الجنوب عاطلين عن العمل.
أبرز تلك المصانع هي
– مصنع العزل والنسيج
– مصنع البسكويت
– مصنع الألبان
– مصنع الجلود
– مصنع شراب الكندا دراي
– مصنع 7 اكتوبر للسلاح

حيث تم نهب العديد من المصانع في محافظات عدن ولحج وأبين وحضرموت جنوب اليمن وإغلاقها عمداً بينما نُقلت مصانع أخرى إلى صنعاء.

عانت شريحة العمال فترة الوحدة الاندماجية في ال 22 من مايو وخاصة بعد حرب صيف 94 ظلما وتهميشا وإجحافا وإقصاء وضما وإلحاقا تحت سيطرة سلطة الأمر الواقع سلطة الفيد التي لا تعي معنى مكونات الدولة وأسسها وبناء مجتمع منتج ونماء شعب ورخاءه سلطة الفريق المنتصر في حرب 27 ابريل 1994 حيث فصلت صنعاء أكثر من 100.000 ضابط وموظف حكومي جنوبي واستبدلتهم بشماليين وتم إقالة الطيارين الجنوبيين والمهندسين المؤهلين تأهيلاً عاليا وكبار القادة العسكريين مما اضطر البعض للجوء إلى العمل كسائقي سيارات أجرة بينما كان حال البعض الآخر معدوما.

أصبح عمال الجنوب يناضلون لاسترداد حقوقهم ويطالبون بمساواتها مع عمال الشمال الذين يتمتعون بكافة المزايا في الاستحقاقات التي يفتقدها عمال الجنوب أدناها تتمثل في الدرجات الوظيفية التي كانت حكرا لأبناء الشمال في المحافظات الجنوبية ويحرم منها أبناء المحافظات الجنوبية وتوزع وزارة الخدمة المدنية -التي مقرها الرئيسي صنعاء الشمال- الدرجات الوظيفية سنويا في المناطق الشمالية أعلى من المناطق الجنوبية بما معناه أن 80 ٪ من وظائف الخدمة المدنية ذهبت إلى الشماليين كما تم تخصيص 90 ٪ من فرص التدريب للشماليين. إضافة إلى الترقيات والحوافز والعلاوات التي افتقدها عمال الجنوب وصارت أجور طبيعية لأبناء الشمال بخلاف العديد من الكوادر والكفاءات المتميزة والجنود والضباط والقادة الذين أقعدوهم في بيوتهم وأجبروا على البقاء بمنازلهم سنوات طوال وحرمانهم من رواتبهم ومصادرتها واستخدموا ضدهم أبشع صنوف الذل والأذى منحرمانهم من مصدر رزقهم دون مراعاة ظروف أسرهم واحتياجاتهم وما يقع عليهم من أمراض بحيث تعرض الكثير من الأسر لانتكاسة وتدهور في معيشتهم حتى بدأت تتلاشى أحلام الجنوبيين في تحقيق حياة كريمة.

صار عيد العمال العالمي بالنسبة للجنوبيين يوم من المآسي يفتقد النكهة الحقيقة للفرحة وسط إحباط معنوي بسبب تعرض الجنوبيين لسياسة التجويع والإفقار والإقصاء وتدهور الحالة المعيشية لديهم.

زر الذهاب إلى الأعلى