الملح بالمخا.. يستخرج بطرق تقليدية غابت عنها المكائن الحديثة

النقابي الجنوبي / خاص
قال الصيادين بأن على امتداد شاطئ منطقة الخضراء في مديرية المخا تلفت الأكوام البلورية البيضاء، التي ترتفع بمقدار مترين عن قاعدتها، أنظار الزائرين العابرين بالخط الإسفلتي.
واضاف” الصيادين ” بأن إستخرج تلك الأكوام من أحواض ضخمة حفرت بداخلها برك دائرية الشكل إذ تغمر تلك الأحواض بمياه البحر الذي يجلب عبر قنوات يمتد عمرها لعشرات السنين.
وأوضح ” الصيادين ” بأن المياه تسلم طريقها عبر تلك القنوات مستفيدة من حركة المد والجزر، والرياح الشمالية، إلى أن تمتلئ تلك الأحواض بالمياه بمقدار معين، فيتم إغلاقها.
وأشار ” علي صالح سديفي” أحد الصيادين بأن العملية تستغرق ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر، حيث تكون المياه داخل تلك الأحواض قد جفت نتيجة التبخر، فيما تترسب أكوام الملح داخل تلك الدوائر الصغيرة، مما يسهل جمعها.
مستطردا إن الأيام التي تشهد ارتفاعا في حركة الرياح، تشكل مخاطر على الصيادين نظرا لارتفاع الأمواج، مما يدفعهم للتحول للعمل داخل أحواض الملح، وهو توقيت زمني لا يعمل بالصدفة.
من جانبه يقول” أحمد علي زوقري” إن الاحواض المغمورة بالمياه تحتاج إلى ستة أشهر للتبخر، وهو توقيت يصادف موسم هبوب الرياح الجنوبية التي تسمى لدى أهالي الساحل الغربي ب”الازيب”، مما يتيح للصيادين فرصة للعمل من خلال جمع أكوام الملح.
ولفت “زوقري” أحد العاملين في قطاع الصيد بإنهم يجمعون الملح في أكوام ضخمة على حواف الأحواض لتكون عرضة لأشعة الشمس، إذ تتيح لما تبقى من المياه فيها بالتبخر، وعندما تجف تماماً، يتم تعبئتها داخل أكياس من النايلون، وعرضها للبيع.
إذ يبلع سعر الكيس الواحد زنة 30 إلى 40 كجم، نحو ثلاثة آلاف ريال، لكن الأكوام الكبيرة التي يتم جمعها من كل حقل، تتيح لمالكها جمع مبالغ مالية جيدة.
غير أن الأصعب في استخراج الملح هو طريقتها التقليدية، إذ إنهم يمارسون طرقا عمرها يعود ربما إلى مرحلة إضافة الملح إلى الطعام.
كما أن المصانع المكانيكية التي تعتمد على أجهزة التبخير الحديثة، غابت عن تلك الصناعة، لتبقى طرق الاستخراج تعتمد على وسائلها التقليدية.