اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

حين ينبهر بن لزرق بالمهنية… وينسى ما يكتبه يوميًا

هشام صويلح

يكتب فتحي بن لزرق عن زيارته لوكالة الصحافة الفرنسية وكأنه عاد من رحلة استكشافية كشفت له أسرار الصحافة الحديثة. يصف الانضباط والدقة و”روح الفريق” في الوكالة بنبرة تشبه حديث من يزور مؤسسة إعلامية لأول مرة، رغم سنوات من تقديمه نفسه كأحد أبرز الفاعلين في المشهد الإعلامي.

وتكمن المفارقة في أن كل ما أثار إعجابه هناك، يعاني متابعوه من غيابه في خطابه: وضوح المعايير، ثبات المواقف، واتساق الرسالة. وقد يجد القارئ نفسه يتساءل: أكان الاكتشاف الحقيقي في باريس، أم في تلك المقارنة غير المقصودة بين ما رآه هناك وما يراه الجمهور هنا؟

ليست المهنية التي تحدث عنها حكرًا على مبنى في باريس، بل هي قيم يمكن أن تبدأ من أول منشور يكتبه صحفي مؤثر. لكن الانبهار السريع يبقى أسهل من الالتزام اليومي؛ فأحدهما لا يتحمل مسؤولية، بينما يضعك الآخر في اختبار دائم.

ورغم كل هذا، يختم منشوره بشكر مضيفيه على اهتمامهم بالإعلام اليمني، وكأن المشكلة في عدم التفات العالم إلينا، لا في الطريقة التي نعرض بها أنفسنا. ولا يلوم أحد بن لزرق على انبهاره، لكنهم حتمًا سيطالبونه بأن ينعكس هذا الإعجاب على المحتوى الذي يقدمه للجمهور – لا أن يبقى مجرد انطباع عابر يعيش في باريس ويموت مع العودة.

زر الذهاب إلى الأعلى