اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

المناصب ليست مقابل التنازل: اللعبة المكشوفة لبعض القوى اليمنية النافذة

المناصب ليست مقابل التنازل: اللعبة المكشوفة لبعض القوى اليمنية النافذة

عبدالفتاح السقلدي _عدن

في المشهد السياسي اليمني، تتكرر محاولات بعض القوى النافذة داخل منظومة الشرعية استخدام أدوات الاستقطاب عبر المناصب، في محاولة لضرب تماسك المجلس الانتقالي الجنوبي والتأثير على وحدة الصف الجنوبي. هذه الأساليب، التي فقدت فعاليتها، تعكس إصرارًا على تجاهل الواقع الجديد الذي فرضه الجنوبيون بتضحياتهم، وإرادتهم الصلبة.

من المهم التأكيد أن تولي المناصب والوظائف العامة حق مشروع لكل جنوبي، وهو جزء من استحقاقات الكفاءة والمشاركة الإدارية والسياسية. لكن ما يُرفض تمامًا هو أن تُحوّل هذه المناصب إلى وسيلة ضغط أو مقابل سياسي يُطلب فيه من الجنوبي التخلي عن قضيته الوطنية، أو الانحراف عن مسار شعبه.

إن محاولات فرض معادلة “المنصب مقابل الولاء”، أو “الوظيفة مقابل الصمت”، هي معادلات مرفوضة تمامًا، وتتناقض مع أسس الشراكة الحقيقية، وتضر بمصداقية أي عملية سياسية مستقبلية.

المجلس الانتقالي الجنوبي يدرك جيدًا هذه الأساليب، ويُفرّق بين الشراكة الحقيقية التي تقوم على الاعتراف بالحق الجنوبي وتقرير المصير، وبين محاولات الاحتواء التي تسعى لتفريغ المشروع الجنوبي من مضمونه.

إن الجنوب اليوم لا يعارض وجود كوادره في مؤسسات الدولة، لكنه يرفض أن تُستخدم هذه المواقع كأداة لاختراقه سياسيًا، أو لتجريد قضيته من مشروعها التحرري.

وبالتالي، كل من يقبل الدخول في هذه اللعبة عليه أن يعي أن الوعي الشعبي بات أوسع من أن يُستغفل، وأن أي موقف يتقاطع مع إرادة الجنوبيين لن يُكتب له القبول أو الاستمرار، مهما حمل من ألقاب أو مناصب.

زر الذهاب إلى الأعلى