اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

#صالح ابو عوذل يتحدث عن : أبين وفارسها “إيهاب باضاوي”

#صالح ابو عوذل يتحدث عن : أبين وفارسها “إيهاب باضاوي”

كتب/صالح ابو عوذل

الشاعرُ المغفور له بإذن الله إيهاب باضاوي، أيقونةٌ فنيةٌ مرتبطة بالدحيف، فارس أحلامِ القصيدة الذي ترجّل بعد أن فاز بقلب الفاتنة «أبين».

قبل أيامٍ شاهدتُ فيديو نشره الزميل العزيز حيدرة واقس لعلّها آخرُ قصيدة ختم بها باضاوي قصةَ حبِّه وعشقه للوطن، مُترجِمًا أنَّ الحبَّ الأبينيَّ للجنوب—الأرضِ والهويةِ والإنسان—لا يتجلّى إلا في موطن العروبة الأصيلة «أبين».

في أبين، موطن الشعر والفن والمسرح والأدب والشجاعة والشهامة، إذا جاء الحديث عن القصيدة فشعراؤها فرسانُها المتفرِّدون دائمًا، وإذا ذُكر الغناءُ فالساحةُ مليئة، والتاريخُ والإرثُ يزخران بأسماء عملاقة ذاع صيتها شرقا وغربا.

وإذا تحدّثتَ عن أشهر الأغاني على مستوى الجزيرة العربية والخليج، فستجد أن موطن كثيرٍ منها في سواحل أبين مرورًا بشبوة وحتى المكلا شرقًا.
وبين المكلا ونِجبار قصةُ علاقة ودِّية، كعلاقة حبيبين يتبادلان الغزل ورسائلَ الحب عبر موجات بحر العرب.

ألم ترَ الشاعرَ عبدَالله مقادح وهو يدون عتابه لكن ليس عبر أمواج البحر، بل على «العيس» التي حملتْ رسالةَ عتاب إلى المكلا والديس؟، وبحنين المحب يسأل عن “الرسالة” هل وصلت؟.
تلك الكلماتُ انتشرت في الجزيرة العربية والخليج، في رحلةِ ذهاب وإيابٍ، بعد ان بدأت رحلتها بين ساحل مقاطين وشواطئ المكلا.
تلك الأغنيةُ التي منحها فنانُ الوطن محمد علي ميسري لحنًا خالدًا خاصًّا بها.

اجتهد فنانون خليجيون في أداء هذه الأغنية وإعادة تقديمها بصيغ ولهجات متعددة؛ وقدّمها الفنان خالد الملا بصيغة مختلفة، على نحو حاول سلبها من موطنها الأصلي على غرار ما فعله الفنان محمد عبده في لحن أغنية «شدّت خيول العوالق».
فهل يعقل أن يعدل إيقاع أغنية مقادح؟
«شي معاك لِيَّ أخبار؟
قُل لي يا حادي العيس لا تُخيّب ظنوني.
كيف شفت المكلا والحبايب في الديس—عاد شي يذكروني؟
وإلّا من غاب نسيوه؟ في المشاكل يسيّبوه؟

ما أظنّ الذي حبيتهم يكرهوني».
أدري أن المقام هنا لا يكفي لسرد تاريخ أبين الفني والثقافي، لكن لا بد من الإشارة إلى أحد عمالقة الأغنية الجنوبية الشاعر الشهيد ناصر علوي حميقاني، ابن لودر الأبية، الذي كتب عشرات الأغاني، وهو من تساءل ذات يومٍ مُغازلًا بُستان الحسيني: «يا ذي وصفت الحسيني، وصفت وردةً وفِلّة، خلّيك قدّام عيني—إنت الحسيني بكُلّه».

أشكر الزميل واقس على نشر آخر قصيدة للشاعر الفقيد إيهاب باضاوي، والتي تقول كلماتها:
أبين بريح المشاقر والعنبرة والرياحين
من حبها حبه الله بحق عمَ وياسين
أبين بلادي الحبيبة تجري بدم الشرايين
من شانها كل غالي يهوون محنا كليفين
منها شربنا وكلنا فيها لقينا المحبين
وكل من قال يأبين قالت على الرأس والعين
أبين في القلب “ساكن” من عام سبعة وستين
أبين، مكيراس، لودر، أبين حدوده لعوين
باتيس والحصن أبين ولبو وامقوز وأمعين
خنفر وقرن امكلاسي وبحر شقرة وجحين
أبين ومن غير أبين فارس بكل المياديين
رسلونا قال أبين هي با تحرر فلسـ طين
لا وين، لا وين لا وين لا وين لاوين
نحن التواضع بكله والعرف والشرع والدين
أبين خلاص الخلاصة هي حضن أم الجنوبيين
واللي يبا (يختصرها) مجنون جيز المجانيين
#صالح_أبوعوذل

زر الذهاب إلى الأعلى